صحة

متى تبدأ الشيخوخة؟

متى تبدأ الشيخوخة؟

وفقًا لدراسة حديثة، يتبدل مفهوم الشيخوخة مع تقدم العمر، حيث يظهر أن كبار السن يميلون إلى تأجيل بداية هذه المرحلة. تشير الدراسة إلى أنه مع تزايد العمر المتوقع وتأخير الاعتزال، يحافظ كبار السن على مستويات صحية وعقلية أفضل في مراحل حياتهم اللاحقة.

قام باحثون بتحليل بيانات من مسح ألماني للشيخوخة يشمل نحو 14 ألف شخص في مجموعة عمرية متنوعة. أظهرت النتائج أن تصورات كبار السن عن بداية الشيخوخة تتغير بمرور الزمن، حيث يرى الأشخاص في منتصف الستينيات من العمر أن الشيخوخة تبدأ عند سن 75 عامًا، ولكن كلما تقدموا في العمر زادت اعتقاداتهم بتأخر بداية الشيخوخة.

ويعزى هذا التغير إلى زيادة متوسط العمر المتوقع وتحسن الصحة العامة، حيث يعيش الناس حياة أكثر صحة ويتمتعون بمستويات أفضل من النشاط البدني والعقلي في مراحل متأخرة من الحياة.

من الملاحظ أن الأشخاص الذين يشعرون بأنفسهم أصغر سنًا يميلون إلى تأجيل بداية الشيخوخة، بينما الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالة صحية سيئة يرى معظمهم بداية الشيخوخة في وقت مبكر.

تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج قد لا تنطبق على جميع الثقافات والمجتمعات، حيث تختلف وجهات النظر والاتجاهات تبعًا للظروف الثقافية والتاريخية.

تلخص الدراسة الحاجة إلى إعادة النظر في مفهوم الشيخوخة، وربما ينبغي قياسها بمقياس غير السن وإدراك الفرد للزمن المتبقي له في الحياة. مع تطور الرعاية الصحية، يظهر أن المسنين في المستقبل قد يتمتعون بجودة حياة تشبه تلك للأشبال في الوقت الحاضر.

بالإضافة إلى ذلك، دراسات سابقة أظهرت أن تصورات الأفراد عن الشيخوخة يمكن أن تؤثر على صحتهم العامة. فعلى سبيل المثال، ترتبط المعتقدات السلبية بشأن الشيخوخة بزيادة مستويات التوتر، مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

بالمقابل، أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يحملون آراء إيجابية بشأن الشيخوخة يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل الخرف، ويميلون إلى عيش حياة أطول. كما أن الأشخاص الذين يشعرون بأنفسهم أصغر سنًا من عمرهم الفعلي يظهرون أداءً معرفيًا أفضل وانخفاضًا في أعراض الاكتئاب، في حين يمكن أن يزيد الشعور بالشيخوخة من خطر الوفاة.

بالتالي، يبرز أهمية تشكيل تصورات إيجابية حول الشيخوخة، والاعتراف بأن العمر ليس عاملًا حاسمًا في تحديد جودة الحياة. إذا ما تمكننا من تغيير تصوراتنا عن الشيخوخة، فقد نحسن بشكل كبير جودة حياتنا وصحتنا العامة، وربما نعيش حياة مليئة بالنشاط والسعادة حتى في مراحل متأخرة من العمر.

زر الذهاب إلى الأعلى