متى تحتاج السن بعد علاج عصبها إلى تركيب؟
شهد مجال التركيبات السنية تطورًا كبيرًا، مما انعكس إيجابيًا على صحة وعافية المرضى، خصوصًا مع تقدم التقنيات والمواد مثل البورسلان والزركونيا وغيرها من المواد الحديثة.
يتجه العديد من الأشخاص إلى تعويض الأسنان المفقودة لاستعادة الوظائف الفموية والجمالية من خلال التركيبات السنية، التي تلعب دورًا حيويًا في تحسين جودة حياة المرضى.
أهمية علاج عصب السن
يقول اختصاصي المعالجة اللبية الدكتور محمد القادري إن علاج عصب السن يعد إجراءً حاسمًا لإنقاذ الأسنان التي تعاني من التسوس العميق أو الإصابة الجذرية. وفي حال كان التهدم كبيرًا في التاج، قد يتطلب الأمر تركيب السن لضمان استمراريتها وحمايتها من الكسور المحتملة التي قد تؤدي إلى فقدانها نهائيًا.
يوضح القادري -في تصريحات خاصة للجزيرة- أنه إذا كان أكثر من 50% من الجزء التاجي للسن متهدمًا بسبب التسوس أو الكسر، يُنصح بعمل تلبيسة أو تتويج (تاج) للسن لحمايتها من الكسر ولضمان دوامها. فالتركيب يحافظ على قوة السن ويمنع فقدانها، حيث يتم تقييم الحالة سريريًا وشعاعيًا من قبل الطبيب المعالج.
أشار القادري إلى أن علاج عصب السن يمكن أن يقلل من التغذية الداخلية للسن، لكنه لا يقلل من قوتها ويمكن أن تستمر في العمل بشكل طبيعي لسنوات عديدة، مدعومة بالتغذية من الأنسجة المحيطة. في بعض الحالات، يتم إجراء تتويج لحماية السن من الكسر.
حالات مختلفة لتركيب الأسنان
ليس كل سن يحتاج إلى تركيب بعد علاج العصب؛ ففي بعض الحالات، قد تكفي حشوة ترميمية بسيطة مع المتابعة الدورية للسن للتأكد من صحتها وقوتها. وإذا كان التلف أقل من 50%، قد تكفي الحشوة الترميمية.
يضيف القادري: “السن المعالج عصبها تفقد التغذية من الداخل، لكنها تظل تتغذى من الأنسجة المحيطة بها، مما يسمح لها بالاستمرار في العمل بفعالية لسنوات عديدة، مماثلة لعملية زرع الأسنان”.
تعويض البنية المتهدمة
يوضح أخصائي الاستعاضة السنية الدكتور رامي الدغيم أن التركيبات السنية هي عملية تعويض البنية المتهدمة أو المفقودة للأسنان وتستخدم لأغراض علاجية وتجميلية. يلجأ طبيب الأسنان لتعويض البنية المفقودة من السن من خلال مواد خزفية أو معدنية أو أكريلية، لتستعيد الأسنان شكلها السابق ووظيفتها.
أوضح الدغيم أن هناك اختلافات بين التركيبات السنية من حيث تصميمها وأنواعها وطرق تصنيعها، التي بدورها تعيد قدرة مضغ الطعام للمريض وتؤدي الغرض التجميلي لإعطاء الابتسامة الشكل الأمثل.
خيارات علاجية متعددة
تختلف التركيبات السنية حسب الحالة، فمنها ما يُستخدم لتعويض سن واحدة كليًا أو جزئيًا، ومنها ما يُستخدم لتعويض مجموعة من الأسنان، وأحيانًا في حالة الفقدان الكلي يتم تعويض جميع الأسنان بما يسمى “التأهيل الفموي الكامل”. يتم اختيار الأنسب منها لتوائم متطلبات المريض وحالته الصحية والمادية كذلك، منها ما هو تركيبات ثابتة لا يمكن إزالتها من قبل المريض ومنها ما هو متحرك.
تطور المواد المستخدمة
في الماضي، كانت التركيبات تُصنع من مواد بلاستيكية وأكريليك أو من خليط من معادن ثمينة مثل الذهب والفضة والبلاتين، وكانت تكتسب صفات مثل الصلابة ومقاومة التحلل، لكنها لم تكن بشكل ومظهر طبيعيين. أما اليوم، فقد تم إدخال العديد من المواد الحديثة التي تتمتع بصفات فيزيائية قريبة من الأسنان الطبيعية، وتحاكي شكل الأسنان ولونها ووظيفتها. تقدم التيجان والجسور الخزفية المصنوعة من مواد زجاجية وسيراميكية ومعادن مثل الزركونيا خيارات علاجية ممتازة لتعويض وتجميل الأسنان دون أن تتعارض مع المظهر الطبيعي والجمالي.
العناية بالتركيبات السنية
أكد الدغيم على ضرورة العناية بالتركيبات السنية بعد تركيبها، عبر تفريشها بانتظام واستعمال الخيط السني والمضمضة، إذ يجب العناية بها مثل الأسنان الطبيعية للحفاظ على جودتها وديمومتها.