محلل أميركي: الرئيس بايدن يتخوف من تداول الآثار السلبية لحرب غزة
على الرغم من تأكيد الكاتب الصحفي الأميركي كريس هيدجز أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما “شريكان كاملان في عملية الإبادة الجماعية في قطاع غزة”، إلا أنه أقر بتوترات في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب. وأكد هيدجز أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء تداولات ونتائج الحرب الإسرائيلية في غزة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تفتقر إلى القوة الكافية لمنع إسرائيل أو للتأثير عليها بسبب نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
وشدد على أن استمرار الحرب في غزة يمكن أن يتسبب في آثار سلبية إقليمية ومحلية على الولايات المتحدة، محذرًا من احتمالية تصاعد الأمور في المنطقة والتصعيد مع حزب الله اللبناني أو إيران. وفي هذا السياق، أكد هيدجز أن الدعم الأميركي الأعمى لإسرائيل خلال العقد الأخير ليس في مصلحة الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من تحدثه عن شراكة واشنطن وتل أبيب في الحرب على غزة، أقر هيدجز بأن الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولتان بشكل كامل في استمرار الصراع، وركز على الأهداف المزعومة للمساعدات الإنسانية، مؤكدًا أنها قد تكون تهدف إلى تهجير السكان في المناطق الشمالية من قطاع غزة إلى المناطق الجنوبية.
وفي ختام حديثه، ألمح هيدجز إلى استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيرًا إلى أن نتنياهو يتوقع استفادة من تأثر بايدن سياسيًا في المستقبل، وبذلك يفتح الباب أمام عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، وهو ما يخدم مصالح نتنياهو.
المعركة الحاسمة لم تبدأ
بالنسبة للتقرير الذي نقلته “نيويورك تايمز” حول تصريحات مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، التي تشير إلى أن حكومة نتنياهو لديها وقت محدود لإكمال مهماتها في قطاع غزة، يعتبر اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن المرحلة الحاسمة لم تبدأ بعد، على الرغم من التقدم الذي حققته القوات الإسرائيلية في بعض المناطق.
وفي تقييمه، أشار الدويري إلى أن الإسرائيليين قد استخدموا كل وسائلهم وقدراتهم بشكل غير أخلاقي، ورغم ذلك، لم يتمكنوا حتى الآن من تحقيق أهدافهم المعلنة والتي تشمل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستبعادها من المشهد الفلسطيني.
وفي رأيه، لم تدخل إسرائيل بعد في معركة حاسمة، وتقنياتها وقدراتها لم تصل إلى مستوى يمكنها من تحقيق الهدف العسكري الرئيسي، وهو نزع سلاح حماس.
وأكد الدويري أن حماس تمثل “فكرة ومبدأ عقيدة” لا يمكن القضاء عليها، وحتى في حالة تحقيق ذلك، ستظهر فصائل أخرى تنبثق عنها، وستكون أكثر إصرارًا على المطالبة بتحقيق العدالة.