مداخلة النائب البرلماني أحمد جدو الزين حول مطالب ساكنة نواكشوط الشمالية
السيد الرئيس، السادة الوزراء، السادة النواب المحترمون،
أتقدم إليكم اليوم بهذه المداخلة التي تحمل هموم ساكنة نواكشوط الشمالية، وخاصة مقاطعة توجنين، التي تواجه تحديات تنموية ملحّة، وتحتاج إلى تدخلات حكومية عاجلة لضمان حياة كريمة لسكانها.
أولًا: المطالبة بإنشاء جامعة كبيرة في توجنين
لقد تابعنا جميعًا قرار الحكومة القاضي بنقل مشروع الجامعة، الذي كان مقرّرًا إقامته في توجنين، إلى مقاطعة تفرغ زينة، وذلك بناءً على طلب من الجهة الممولة – دولة الإمارات العربية المتحدة. وإذ نثمّن أي دعم خارجي يصب في مصلحة البلد، فإننا نؤكد أن هذا القرار لم يراعِ الأولويات التنموية الداخلية، حيث تعتبر توجنين، ومعها ولايتا نواكشوط الشمالية والجنوبية، الأكثر حاجة إلى جامعة تستوعب أبناءها الذين يضطرون اليوم إلى التنقل لمسافات طويلة من أجل التعليم العالي.
إن إقامة جامعة حديثة في توجنين سيكون لها تأثير مباشر على التنمية البشرية في المنطقة، من خلال توفير فرص التعليم العالي وتعزيز الحركية الاقتصادية، خاصة في ظل الكثافة السكانية العالية التي تعرفها المقاطعة، إضافة إلى هشاشة ساكنتها التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام الحكومي. وعليه، فإننا نطالب الحكومة بمراجعة هذا القرار، أو على الأقل، برمجة إنشاء جامعة أخرى في هذه الجهة من العاصمة.
ثانيًا: كف أضرار المصانع عن السكان
تعاني بعض مناطق نواكشوط الشمالية من انتشار المصانع التي تخلّف أضرارًا بيئية وصحية خطيرة على المواطنين. وقد سبق أن خرج السكان في احتجاجات متكررة للمطالبة بنقل هذه المصانع أو فرض إجراءات صارمة تقلل من أضرارها، إلا أن الاستجابة لهذه المطالب لم تكن بالمستوى المطلوب.
إننا ندعو الحكومة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية السكان من هذه المخاطر، سواء من خلال فرض رقابة بيئية صارمة، أو العمل على نقل هذه المصانع إلى مناطق صناعية مخصصة بعيدًا عن التجمعات السكنية، وذلك بما يضمن التوازن بين دعم الاستثمار الصناعي وحماية صحة المواطنين.
ثالثًا: تعزيز الأمن في نواكشوط الشمالية
مع التوسع العمراني الكبير في العاصمة، أصبحت الحاجة إلى تعزيز الأمن أكثر إلحاحًا، خصوصًا في المناطق النائية والهشة مثل توجنين وبعض أحياء نواكشوط الشمالية. إن ارتفاع معدلات الجريمة وحالات السطو يتطلب من الحكومة العمل على:
- إنشاء مفوضيات شرطة جديدة تغطي كافة الأحياء
- توفير موارد بشرية ولوجستية كافية لدعم عمل الأجهزة الأمنية
- تعزيز دوريات المراقبة في الأوقات والمناطق الأكثر عرضة للجريمة
إن هذه الخطوات لن تساهم فقط في الحد من الجريمة، بل ستعزز أيضًا شعور المواطنين بالأمان والاستقرار، وهو أمر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة في البلاد.
رابعًا: دعم المشاريع التنموية الكبرى
لقد عبّر الوزير الأول عن آفاق طموحة في برنامج الحكومة، خاصة من خلال مبادرة “طموحي للوطن”. ونحن، إذ نثمّن هذا البرنامج، نؤكد أن نجاحه مرهونٌ بمدى انعكاسه على الواقع المعيشي للمواطنين، وخاصة في الأحياء والمناطق الأكثر هشاشة.
إن الإنجازات الحكومية في مختلف القطاعات الخدمية تظل محلّ تقدير، ولكننا نطالب بالمزيد من التركيز على المشاريع التنموية الكبرى التي تُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة المواطنين، مثل مشاريع البنية التحتية، والصحة، والتعليم، والتشغيل.
ختامًا، إنني، بصفتي ممثلًا عن ولاية نواكشوط الشمالية، أعبّر عن دعمي لكل جهد حكومي يسعى إلى تحسين أوضاع المواطنين، ولكنني في الوقت ذاته، أؤكد أن مسؤوليتنا جميعًا، نوابًا وحكومة، هي الاستماع إلى المواطنين والاستجابة لمطالبهم الملحّة، والعمل على تحقيق العدالة في توزيع المشاريع التنموية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.