مدن وبلدان

مدينة الجولان السورية بين عمالةحكام الأمس ووطنية حكام الحاضر

الموقع والمساحة

الجولان منطقة سورية تقع في الجنوب الغربي من سوريا، تحدّها من الشمال لبنان، ومن الغرب فلسطين المحتلة، ومن الجنوب الأردن، ومن الشرق محافظة درعا والقنيطرة.

تبلغ مساحة الجولان الإجمالية حوالي 1,860 كم²، لكن إسرائيل احتلت عام 1967 ما يقارب 1,200 كم²، فيما بقيت 600 كم² تحت السيطرة السورية. لاحقًا، ضمت إسرائيل الجولان المحتل عام 1981 بشكل غير شرعي، وهو ما رفضه المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

الأهمية التاريخية والاستراتيجية

يُعتبر الجولان منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة بسبب موقعه الجغرافي المرتفع، إذ يُشرف على سهول حوران السورية من جهة، ويمتلك إطلالة على بحيرة طبريا من جهة أخرى، ما جعله نقطة عسكرية حيوية. عبر التاريخ، شهد الجولان صراعات متعددة بين الحضارات، من الفينيقيين والرومان إلى العرب المسلمين خلال الفتوحات الإسلامية.

كما كان جزءًا من النزاعات العربية-الإسرائيلية في القرن العشرين.

أثناء حرب حزيران 1967، احتلت إسرائيل الجولان بعد معارك طاحنة ضد الجيش السوري، وواصلت سيطرتها عليه حتى اليوم. وخلال حرب أكتوبر 1973، تمكّن الجيش السوري من استعادة أجزاء من الجولان، لكنّ الاحتلال الإسرائيلي بقي قائمًا، خصوصًا في المناطق المرتفعة ذات الأهمية العسكرية.

المقدرات الاقتصادية والسياحية

1. الثروات الطبيعية

الجولان يتميّز بأراضيه الخصبة، وهو غني بالموارد المائية نظرًا لقربه من بحيرة طبريا ومصادر مياه مهمة مثل نهر بانياس ونهر اليرموك. كما تحتوي أراضيه على مخزون محتمل من النفط، وهو ما دفع شركات إسرائيلية إلى إجراء عمليات تنقيب غير مشروعة.

بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الجولان بمناخ مناسب للزراعة، مما جعله منطقة منتجة لأجود أنواع الفواكه مثل التفاح والكرز.

2. السياحة

السياحة في الجولان تعتمد على المناظر الطبيعية الخلابة، مثل جبل الشيخ الذي يُعد وجهة شهيرة لممارسة رياضات الشتاء، بالإضافة إلى الوديان والأنهار التي تجذب المتنزهين.

كما يضم الجولان مواقع تاريخية مثل قلعة النمرود والعديد من القرى الأثرية.

السكان السوريون في الجولان

قبل الاحتلال الإسرائيلي، كان يسكن الجولان أكثر من 130,000 سوري، لكن بعد العدوان الإسرائيلي عام 1967، تم تهجير معظمهم قسرًا، ولم يبقَ منهم سوى نحو 25,000، يتركزون في خمس قرى رئيسية: مجدل شمس، بقعاتا، مسعدة، عين قنية، والغجر.

سكان الجولان الأصليون يرفضون الاحتلال، ويرفضون الهوية الإسرائيلية التي فُرضت عليهم قسرًا، ويظلون متمسكين بانتمائهم السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى