مدن وبلدان

مدينة تونس

تُعدّ مدينة تونس عاصمة دولة تونس وأكبر مدينة فيها، وتقع على خليج البحر الأبيض المتوسط، محاطة ببحيرة تونس وميناء حلق الوادي. تُجاورها ضواحي قرطاج، المرسى، وسيدي بوسعيد. تتميز المدينة بمعالمها الحديثة وتجمع الناس بكثرة في وسطها، خاصة في الأزقة والممرات، مما ينشط حركة التجارة بفضل السلع المعروضة من الجلود، والبلاستيك، والقصدير، والهدايا التذكارية السياحية.

تُعتبر مدينة تونس مركز الحياة السياسية والإدارية في البلاد، وهي أيضًا محور النشاط التجاري، حيث شهد الاقتصاد التونسي ازدهارًا كبيرًا في العقود الأخيرة انعكس على تطور المدينة. ومع ذلك، أدت هذه الطفرة الاقتصادية إلى بعض التحديات الاجتماعية.

تتميز تونس بمزيج من الحداثة والعراقة، حيث تحتضن العديد من المباني القديمة التي تحولت إلى متاحف، مراكز ثقافية، مطاعم، ومقاهٍ. تتميز هذه المباني بواجهاتها الجميلة من القرن العشرين، مما جعلها أماكن مميزة للترفيه. كما تحظى الأحياء الحديثة المحيطة بشارع بورقيبة بجمال فني خاص، يتجلى في الزخارف المعمارية على طراز الفن الحديث.

تُعتبر تونس القلب التاريخي لدولة تونس وإحدى أفضل المدن العربية الإسلامية التي حُفظت بعناية. كانت تونس واحدة من أكبر وأغنى مدن العالم الإسلامي وتضم مواقع تراثية عديدة، منها حوالي 700 نصب تذكاري، بما في ذلك القصور، المساجد، الأضرحة، المدارس، والنوافير، وقد أدرجت في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979.

يحتوي مقر الحكومة في تونس على شكل بيضاوي محاط بجدار متصل تعلوه قصبة، وقد بُني حول المركز الديني لمسجد الزيتونة الكبير. يفتح المقر على منصة كبيرة تطل على السوق وغرفة الاجتماعات العامة ومكان للاستعراضات العسكرية، ويحيط بهذه الأسواق المنازل والشوارع الضيقة.

السّكان

يبلغ عدد سكان تونس الحالي 11,920,283 نسمة وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة لعام 2021، ما يعادل 0.15٪ من إجمالي سكان العالم. تحتل تونس المرتبة 79 عالميًا من حيث عدد السكان، وتصل الكثافة السكانية فيها إلى 76 نسمة لكل كيلومتر مربع، فيما تبلغ إجمالي مساحة البلاد 155,360 كيلومتر مربع.

وفي عام 2020، تبين أن 70.1٪ من سكان تونس، أي حوالي 8,280,799 نسمة، يعيشون في المدن. يُذكر أن متوسط العمر في تونس هو 32.8 سنة.

المناخ

تتمتع تونس بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، حيث يكون الصيف حارًا والشتاء معتدلًا مع معدل هطول أمطار مرتفع، إذ يبلغ متوسط الهطول السنوي للأمطار 441 ملم. أما فصلي الربيع والخريف فيتميزان بأجواء لطيفة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة القصوى خلال النهار في شهر يناير 14 درجة مئوية، وترتفع إلى حوالي 32 درجة مئوية في شهر يوليو.

التجارة والاقتصاد

يتأثر الاقتصاد في تونس بعدة قطاعات مهمة تشمل الزراعة، مثل زراعة الزيتون والحبوب، والتعدين، والسياحة، والصناعات المتنوعة. وفقًا للإحصاءات الصادرة في ديسمبر 2008، تبين أن القطاع السياحي يسهم بشكل كبير في اقتصاد المدينة. من بين المنتجات والصناعات التي تسهم في اقتصاد تونس إنتاج زيت الزيتون، وصناعة السوبر فوسفات، والمعادن، والآلات، والكهرباء، بالإضافة إلى ورش السكك الحديدية. يُذكر أن ميناء حلق الوادي يحتوي على محطات حرارية للكهرباء، كما يوجد في مدينة مقرين مصهر للرصاص.

يقع مطار تونس قرطاج الدولي شمال شرق المدينة، وتتمتع تونس بشبكة من وسائل النقل العامة تشمل الحافلات ونظام سكة حديد خفيف فوق الأرض، بالإضافة إلى خط قطار إقليمي يربط وسط المدينة بالضواحي الشمالية القريبة.

المعالم البارزة

تتمتع تونس بالعديد من المعالم البارزة التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ومن أبرز هذه المعالم:

  • المتحف الوطني بباردو: يُعتبر المتحف الوطني بباردو من أهم الوجهات الثقافية في تونس، حيث يضم واحدة من أبرز مجموعات الفسيفساء في العالم، إلى جانب مجموعات أخرى في تركيا. يعرض المتحف مجموعة متنوعة من الفسيفساء ذات الألوان الزاهية التي اكتُشفت في مواقع مختلفة في تونس، والتي تعود إلى الحقبتين الهلنستية والرومانية. كما يشتمل الطابق الأرضي على معروضات إضافية تشمل العصور البونية، والمسيحية، والإسلامية.
  • مسجد الزيتونة: يعد مسجد الزيتونة الكبير في مدينة تونس أحد أبرز نماذج العمارة الدينية في البلاد منذ العهد الأموي عام 732م. على الرغم من أن قاعة الصلاة غير مفتوحة لغير المسلمين، يمكن للزوار التجول في الفناء الخارجي للمسجد، وزيارة السطح للاستمتاع بأعمال البلاط المذهلة، وهو من أفضل المواقع للحصول على صور بانورامية للمدينة.
  • حلق الوادي: تُعد مدينة حلق الوادي ميناءً ساحليًا في العاصمة تونس، وقد كانت ذات أهمية استراتيجية تاريخية بسبب موقعها الحيوي. خلال عهد الإمبراطور شارل الخامس، كانت تعتبر ملكية إسبانية هامة في شرق المغرب العربي. قام الحكام العثمانيون بتوسيع وتعزيز القلعة التي أنشأتها إسبانيا، ولكن خلال فترة الاستعمار الفرنسي، انخفضت أهميته بسبب تراكم الطمي في بحيرة تونس. تشتهر المدينة بوجود العديد من الحصون الإسبانية والعثمانية، وببوابة الأرسنال القديمة، كما يعتبر شارع فرانكلين روزفلت من أفضل الأماكن للاستمتاع بهواء البحر، ويُفضل الزوار الشاطئ الرملي للاسترخاء في المساء وعطلات نهاية الأسبوع.
  • قرطاج: نشأت مدينة قرطاج على الساحل الشمالي لأفريقيا، وتُعتبر اليوم ضاحية سكنية لمدينة تونس. بنيت قرطاج على الساحل التونسي لتؤثر على السفن المارة بين صقلية وساحل شمال أفريقيا في البحر الأبيض المتوسط، وسرعان ما أصبحت ميناءً تجاريًا مزدهرًا وقوة رئيسية تتنافس مع روما في البحر الأبيض المتوسط. وقد أدرجت موقع قرطاج الأثري ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979.

زر الذهاب إلى الأعلى