معدلات إصابة الدول العربية بسرطانات الغدد الليمفاوية والمثانة والثدي والكبد تظهر أرقاماً مرتفعة
أظهرت دراسة قطرية حديثة قيادة الدول العربية في معدلات الإصابة بأنواع محددة من السرطان، حيث تم تسجيل معدلات أعلى لسرطانات الغدد الليمفاوية الهودجكينية وغير الهودجكينية، إلى جانب سرطان المثانة والثدي والكبد.
تمت قيادة الدراسة بواسطة الدكتورة مريم المفتاح والدكتور فارس العجة من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة. كانت الدراسة تهدف إلى مقارنة انتشار السرطان في الدول الناطقة باللغة العربية مع دول العالم.
اعتمد الفريق البحثي على بيانات المرصد العالمي للسرطان لتحليل أنماط الإصابة والوفيات بمختلف أنواع السرطان في الدول العربية.
كشفت الدراسة عن اختلافات كبيرة في معدلات الإصابة والوفيات بسرطان الدول حول العالم، ورغم أن المعدلات الإجمالية بدت أقل في الدول العربية إلا أن الأنواع المحددة مثل سرطان الغدد الليمفاوية الهودجكينية وغير الهودجكينية وسرطان المثانة والثدي والكبد أظهرت معدلات إصابة أعلى في هذه الدول.
يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تبرز الحاجة إلى فهم أعمق للعوامل التي قد تسهم في هذه الظاهرة وتوجيه الجهود نحو التوعية والوقاية في المجتمعات العربية.
نسبة الوفيات
شهدت الدول العربية ارتفاعًا في معدلات الوفيات جراء السرطان لكل من الجنسين، وأظهرت الأبحاث أن معدلات الإصابة بالسرطان في بعض أعضاء الجسم أعلى في فئات عمرية محددة في بعض الدول العربية بالمقارنة مع المتوسط العالمي.
تكشف الدراسة أيضًا عن اختلافات في توزيع معدلات الإصابة داخل الدول العربية، حيث تشهد بلاد الشام انتشارًا واسعًا لسرطان الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكينية، في حين تظهر بعض دول الخليج العربي نسبًا أعلى لسرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكينية مقارنة بالمتوسط العالمي.
وفيما يتعلق بأنواع معينة من السرطان، يظهر أن لسرطان الغدد الليمفاوية الهودجكينية معدلات إصابة أعلى في معظم الدول العربية. يظل التدخين أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان في المنطقة، مع ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة والحنجرة بين الشباب الذكور في بعض الدول العربية مقارنة بالمعدلات العالمية.
أشار الدكتور فارس العجة إلى أن التحديات الصحية المتعلقة بالسرطان تزداد صعوبة على مستوى العالم، ورغم تجاوز عدد سكان الدول العربية لعدد سكان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أنه أكد على ضرورة توجيه اهتمام أكبر لمعدلات الإصابة والوفيات بالسرطان في هذه الدول.
من جهتها، أكدت الدكتورة مريم المفتاح أن نتائج هذه الدراسة ستكون لها تأثير هام على مجالات الوقاية والعلاج من السرطان في الدول العربية، مشيرة إلى أهمية فهم الأنماط الفريدة للمرض في المنطقة لتطوير سبل التدخل المستهدفة، وذلك من خلال برامج التطعيم المبكر ومبادرات الكشف المبكر، وحملات التوعية المخصصة لتناسب فئات معينة من السكان بهدف تقليل معدلات الإصابة بشكل كبير وتحسين الصحة العامة للسكان.