معرض لتكريم منفيي استعمار الجزائر في مدينة كان الفرنسية..جروح لم تلتئم
تم افتتاح معرض في مدينة كان يوم السبت الماضي، ويتضمن تذكيراً بتاريخ 3 أو 4 آلاف من الجزائريين الذين تم نفيهم إلى قلعة فور رويال في جزيرة سانت مارغريت خلال فترة احتلال الجزائر في القرن التاسع عشر. ويصف كريستوف روستان دولاتور، المشرف على المعرض، هذا الحدث بـ”إعادة اكتشاف لتاريخ ضائع لجيلين”.
في السابق، كانت هذه القضية مجهولة، ولم يتم اكتشاف مقبرة المسلمين الذين تم احتجازهم في هذا المكان حتى في سبعينيات القرن الماضي عندما كان العمال يقومون بعملية تنظيف للمكان بناءً على طلب من المكتب الوطني للغابات. وكان هؤلاء الجزائريون قد احتجزوا هناك بين عامي 1841 و 1884، وكانوا غالبًا يستخدمون كرهائن لإجبار معارضي الاستعمار الفرنسي على الاستسلام.
وكان نحو 500 شخص من القريبين للأمير عبد القادر الجزائري قد احتُجزوا في مدينة كان في نفس الفترة، حتى تم القبض عليه واقتياده إلى سجن في فرنسا في نهاية عام 1847. ويعد هذا المعرض فرصة للتذكير بالتاريخ المؤلم لجزائر وفرنسا، وللتعرف على قصص الجزائريين الذين تم احتجازهم ونفيهم إلى قلعة فور رويال.
يعيش الجزائريون معاناة مستمرة بسبب جروح لم تلتئم منذ فترة الإستعمار الفرنسي، وتثير الأحداث الأخيرة جدلاً حول تكريم منفيي استعمار الجزائر في معرض يقام في مدينة كان الفرنسية. ولا تزال الآثار الناجمة عن الاستعمار الفرنسي تلاحق الجزائريين وتؤثر على حياتهم اليومية في مختلف المجالات.
وتثير قضية تكريم منفيي استعمار الجزائر في معرض كان الفرنسية جدلاً واسعاً، حيث يعتبر الكثيرون أن هذا الإجراء يسيء إلى الجزائريين ويجرح مشاعرهم، ويعتبر تصرفاً غير مقبول في ظل التاريخ المؤلم والعلاقات المتوترة بين الجزائر وفرنسا. وترفض الجزائر بشدة هذا التكريم وتطالب بتحمل فرنسا مسؤولياتها تجاه الجرائم التي ارتكبتها خلال فترة الاستعمار.
ويجد الجزائريون صعوبة في التعافي من آثار الاستعمار الفرنسي، وتتمثل هذه الآثار في العديد من المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والثقافة والسياسة. ويحتاج الجزائريون إلى مزيد من الدعم والمساعدة لتجاوز هذه الصعوبات وإصلاح الأضرار التي لحقت بهم بسبب الاستعمار الفرنسي.