مقتل واعتقال شخصيات بارزة من فلول النظام السوري خلال عملية أمنية مستمرة
أفاد مصدر أمني سوري بمقتل واعتقال عدد من الشخصيات البارزة من فلول النظام السابق ومثيري الشغب في عدة محافظات، وذلك خلال العملية الأمنية التي استمرت لمدة يومين. وأوضح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن ماهر الأسد لم يدخل العراق بعد سقوط النظام.
وقال المصدر الأمني للجزيرة إن القوات الأمنية ألقت القبض على شخصيات بارزة من فلول النظام في محافظات طرطوس (غرب)، حمص وحماة (وسط)، حلب (شمال)، والعاصمة دمشق. كما أشار إلى القبض على فخري درويش، مدير مكتب قائد مليشيا “لواء القدس” (فصيل فلسطيني مسلح موال للنظام السابق) في حلب.
كما أكد المصدر مقتل شجاع العلي، المسؤول عن مجزرة الحولة في ريف حمص، والقائد في ما يسمى “مليشيا الدفاع الوطني” التابعة للنظام المخلوع.
من جهة أخرى، نقلت الوكالة السورية للأنباء عن إدارة الأمن العام في اللاذقية (غرب سوريا) أنها ألقت القبض على حيان ميا، المسؤول عن ارتكاب عدد من الجرائم الكبيرة ضد السوريين.
وكانت إدارة العمليات العسكرية في سوريا قد أعلنت أمس الخميس عن اعتقال محمد كنجو حسن، المسؤول عن الإعدامات الميدانية في سجن صيدنايا سيئ السمعة، والذي يُلقب بـ”السفاح”.
تصريحات رئيس الوزراء العراقي
في السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني – اليوم الجمعة – أن النظام السوري المخلوع لم يطلب من العراق التدخل العسكري أثناء تقدم فصائل المعارضة نحو دمشق، مشيراً إلى أن ماهر الأسد لم يدخل العراق بعد سقوط النظام، خلافاً لما تم تداوله في بعض التقارير الإعلامية.
وأضاف السوداني في تصريحات له خلال مقابلة نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع” أن “الحكومة العراقية تحترم إرادة السوريين وتتطلع إلى عملية سياسية شاملة في سوريا”. كما لفت إلى أن “أي خلل في سجون سوريا سيدفعنا لمواجهة الإرهاب”، في إشارة إلى المئات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المعتقلين في سوريا والذين يثيرون قلق بغداد.
وأوضح السوداني قائلاً: “أبلغنا الإدارة في سوريا برؤيتنا بشأن الوضع الراهن، ونحن حريصون على التنسيق مع سوريا لضبط الحدود”.
يُذكر أنه عقب سقوط النظام، انتشرت تقارير إعلامية تفيد بأن ماهر الأسد فر إلى العراق ثم توجه إلى جبال قنديل على الحدود العراقية الإيرانية، حيث كان تحت حماية قوات حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، لم تقدم أي من هذه التقارير معلومات مؤكدة عن مصير ماهر الأسد أو مكانه.
تأتي تصريحات السوداني بعد ساعات من زيارة وفد عراقي إلى دمشق يوم الخميس، برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، حيث اجتمع مع قائد الإدارة السورية أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق، ليُنهى بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد. وفي اليوم التالي، أعلن الشرع عن تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.