ناحوم برنياع: نتنياهو يقضي على فرص تحقيق تقدم في مفاوضات حماس بتشديد الشروط
صرّح الكاتب والمحلل السياسي البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنياع بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قضى على أي فرصة لتحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأشار برنياع إلى الشروط التي طرحها نتنياهو قبل بدء جولة المفاوضات في الدوحة الخميس الماضي، والتي تضمنت -بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية- إبقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) وتفتيش العائدين إلى شمال قطاع غزة. كما أكد أن إسرائيل ستطالب بإجراءات تمنع اقتراب حماس من حدود مصر في حال الانسحاب من محور فيلادلفيا.
وقال برنياع: “لقد ألغى نتنياهو أي فرصة لإحراز تقدم في المفاوضات. انتهى الأمر… القمة التي كان من المقرر عقدها في نهاية الأسبوع مع فريق التفاوض الإسرائيلي وممثلي الوسطاء في القاهرة قد يتم إلغاؤها أو تأجيلها أو قد تُعقد لأغراض إعلامية فقط”.
وأضاف برنياع أن التفاؤل الذي ظهر في وسائل الإعلام الأجنبية مؤخراً ليس دقيقاً، حتى مع الاجتماع المقرر عقده اليوم الاثنين بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونتنياهو. وأوضح قائلاً: “هناك من يؤمن في الجانب الأميركي بأن الإعلان عن اقتراب الاتفاق سيجعله واقعاً”.
وتناول الكاتب تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا ونتساريم في جلسة الحكومة الإسرائيلية، حيث قال: “نحن نتفاوض، ولا نمنح شيئاً”. وعلّق برنياع على ذلك قائلاً: “الحقيقة مختلفة قليلاً: لا تفاوض ولا منح؛ فقط كلام فارغ. الانفجار حول محور فيلادلفيا كان حتمياً، لكنه كان يمكن أن يحدث حول قضايا أخرى أيضاً”، في إشارة إلى رغبة نتنياهو في تعطيل الوصول إلى اتفاق.
وأضاف برنياع أن نتنياهو يتحمل المسؤولية عن تعطيل مفاوضات الأسرى، متهماً إياه بعدم الاهتمام بمصيرهم. وفي نفس الوقت، ألقى باللوم على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، مدعياً أنه غير مهتم بإتمام الصفقة.
وفيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، أشار برنياع إلى أن نتنياهو استخدم حق النقض (الفيتو) لإصراره على شرط استراتيجي وهو ضرورة تطويق غزة بالكامل. وأوضح أن الانسحاب من محور فيلادلفيا سيؤدي إلى فتح طريق لتهريب الأسلحة إلى غزة من مصر.
واختتم برنياع بالقول إن الخلاف بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يكشف عن فجوة إستراتيجية بينهما، حيث يرى غالانت أن اتفاق تبادل الأسرى يمكن أن يشكل فرصة لتشكيل تحالف إقليمي ضد إيران، في حين يرى نتنياهو في الاتفاق استسلاماً للعدو وانهياراً شخصياً.