نتنياهو يوقف دخول الإمدادات إلى غزة وحماس تدين القرار وتصفه بـ”الانقلاب”

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارًا بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة اعتبارًا من صباح اليوم الأحد، في خطوة أثارت إدانات واسعة، لا سيما من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي اعتبرتها “انقلابًا” على الاتفاق المبرم.
وذكر مكتب نتنياهو أن القرار جاء بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة ورفض حماس لخطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لمواصلة المحادثات. وأكد البيان أن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار دون الإفراج عن المختطفين، محذرًا من “عواقب أخرى” في حال استمرار رفض حماس.
تصعيد متواصل وسط معاناة المدنيين
يأتي هذا القرار في ظل عرقلة المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المقرر أن تبدأ في 3 فبراير/شباط الماضي. ومع حلول شهر رمضان المبارك، تستمر معاناة سكان غزة بعد عدوان إسرائيلي استمر لأكثر من 15 شهرًا، وأسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني.
ترحيب إسرائيلي بالدعم للحصار
في السياق ذاته، رحّب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقرار وقف إدخال المساعدات، مشددًا على ضرورة الاستمرار في هذه السياسة “حتى الإفراج عن جميع المختطفين”. وأضاف بن غفير أن الوقت قد حان “لفتح أبواب الجحيم” عبر قطع الكهرباء والمياه واستئناف العمليات العسكرية.
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فقد وصف وقف تدفق المساعدات بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح”، داعيًا إلى تصعيد الحصار بشكل أكثر شدة لتحقيق “النصر الكامل”، حسب تعبيره.
حماس: ابتزاز وجريمة حرب
من جانبها، اتهمت حركة حماس نتنياهو بمحاولة التهرب من الاتفاق عبر تبني مقترحات أميركية لتمديد المرحلة الأولى، معتبرة ذلك “محاولة مكشوفة” للالتفاف على التفاهمات.
وأدانت الحركة بشدة قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات، واصفة إياه بـ”الابتزاز الرخيص وجريمة حرب وانقلاب على الاتفاق”. كما دعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الإجراءات العقابية التي تستهدف نحو مليوني فلسطيني في القطاع.
تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال ارتكاب الخروقات، حيث قتلت طائرة مسيّرة إسرائيلية شابًا فلسطينيًا وأصابت آخر في قصف استهدف تجمعًا مدنيًا شرقي بلدة بيت حانون شمالي القطاع.
ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وثّقت وزارة الصحة في غزة استشهاد 93 فلسطينيًا وإصابة 822 آخرين جراء الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة حتى 11 فبراير/شباط. كما كشف مصدر فلسطيني عن ارتكاب الاحتلال 269 خرقًا للاتفاق، شملت التوغلات العسكرية، إطلاق النار، القصف الجوي، وانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى عرقلة دخول المساعدات الإنسانية.
إبادة جماعية بدعم أميركي
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 19 يناير/كانون الثاني 2025، نفذت إسرائيل عدوانًا واسعًا على غزة بدعم أميركي، أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، في واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية التي يشهدها القطاع.