نظرة متعمقة في الانتخابات الأميركية: بين قلق كامالا هاريس ومواصلة دعم الإبادة
افتتح الأكاديمي الأميركي حميد دباشي مقاله على موقع “ميدل إيست آي” بتشخيص حاد للسباق الرئاسي الأميركي، مشيرًا إلى حالة من اليأس كانت سائدة حتى قبل أن يقرر الرئيس جو بايدن أخيرًا الانسحاب تحت ضغط هائل، ويترك المنصب لنائبته كامالا هاريس. وصف دباشي السباق الرئاسي بالجدال بين صهيوني متورط بنشاط في الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وبين محتال مدان يتصدر بطاقة فاشية، وهو ما شكل مصدرًا للإحباط حتى بالنسبة لأشد الليبراليين حماسة.
وفي هذا السياق، أعرب الأكاديمي عن ارتياح الليبراليين الأميركيين بعد تولي هاريس المسؤولية، معتبرين أن هذا التغيير قد يضخ بعض الحيوية في انتخابات كان يشوبها التراجع والإحباط.
تأملات هاريس
تطرقت هاريس إلى قضايا السياسة الداخلية، مشيرة إلى أهمية تنشيط السياسة الأميركية. وقد كان لهذه التصريحات تأثير إيجابي على مناصريها، لا سيما أنها تُعَدُّ بديلاً عن الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان له سجل حافل بالخداع والعنصرية والتفوق الأبيض.
على الرغم من أنها رفضت حضور اجتماع الكونغرس الذي شهد خطابًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقدمت تعاطفها مع الفلسطينيين، إلا أن تصريحها لم يكن كافيًا لإحداث تأثير ملحوظ. وقد أعربت هاريس عن قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة، معربةً عن عدم قدرتها على غض الطرف عن المعاناة المستمرة.
لكن، ووفقًا لدباشي، فإن تصريحات هاريس حول القضايا الإنسانية قد تكون في الواقع أسوأ من الصمت، إذ تعتبر كجزء من الاستراتيجية الإمبريالية الليبرالية التي تعمل على تحويل الصراع الفلسطيني إلى أزمة إنسانية، وهو ما يُعدُّ فخًا يجب تجنبه.
الاستمرارية في دعم إسرائيل
أشار دباشي إلى أن موقف هاريس تجاه إسرائيل لا يختلف كثيرًا عن موقف بايدن وترامب وأوباما قبله، حيث يظل الالتزام الأميركي بالدعم الثابت لإسرائيل قائمًا، بما في ذلك المساعدات العسكرية والتأييد الدبلوماسي للصهيونية والإبادة الجماعية في فلسطين.
ورأى الكاتب أن إدارة بايدن قد تجاوزت الكونغرس لتزويد إسرائيل بأسلحة فتاكة، وهو ما تشارك فيه هاريس، مما يجعل من الصعب تصديق تصريحاتها عن القلق من المعاناة التي ساهمت في استمرارها.
ختامًا، خلص دباشي إلى أن المشهد السياسي الأميركي محاصر بين الإمبريالية البلطجية في الخارج والفاشية الداخلية من جهة، والإمبريالية الليبرالية في الخارج والسياسات المحلية شبه العقلانية من جهة أخرى. واستنتج أن الملايين من الأميركيين قد يجدون أنفسهم مضطرين لدعم هاريس فقط لمنع منافسها العنصري من استعادة منصبه.