نهج مبتكر لتشخيص التصلب المتعدد عبر تقنيات تصوير العين المتقدمة


طور باحثون من جامعة دورهام في المملكة المتحدة وجامعة العلوم الطبية في أصفهان بإيران نهجًا مبتكرًا لتشخيص التصلب المتعدد باستخدام تقنيات تصوير العين المتقدمة. يهدف هذا الأسلوب الرائد إلى تقديم بديل أسرع وأقل ألمًا وأكثر سهولة للإجراءات التشخيصية الحالية، مما قد يُحدث ثورة في كيفية اكتشاف التصلب المتعدد.
التصلب المتعدد هو حالة تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، مسببة مجموعة واسعة من الأعراض مثل مشاكل في الرؤية أو حركة الأطراف أو الإحساس أو التوازن.
نهج جديد
في دراسة نُشرت في مجلة “علوم وتقنيات الرؤية الانتقالية” بتاريخ 17 يوليو/تموز، قادتها الدكتورة رحيلا كافية من جامعة دورهام، دمج فريق البحث بين نوعين من فحوصات العين: التصوير المقطعي البصري والتصوير بالأشعة تحت الحمراء بالليزر. عبر تدريب نماذج الحاسوب على عدد كبير من هذه الفحوصات العينية، طور الباحثون أداة تشخيصية قادرة على التعرف على التصلب المتعدد بدقة عالية.
ما يميز هذا النهج هو قدرته على اكتشاف التغيرات الدقيقة في العين التي غالبًا ما تشير إلى التصلب المتعدد، حيث يمكن للعين -لأنها متصلة مباشرة بالدماغ- أن تكشف عن علامات مبكرة للتلف العصبي الذي قد لا يُلاحظ بطرق أخرى.
توفر هذه التقنية إمكانية التشخيص المبكر والإدارة الأفضل لأعراض التصلب المتعدد، حيث تُدرَّب الحواسيب على التعرف على الأنماط المخفية والاختلالات في صور العين.
نتائج واعدة
كانت نتائج الدراسة مشجعة، إذ تمكن نموذج الحاسوب من تحديد التصلب المتعدد بدقة بلغت 92% خلال الاختبارات الأولية. والأكثر تشجيعًا هو أن النظام حافظ على دقة قوية بلغت 85% عند اختباره على مجموعة بيانات مختلفة من مستشفيات ومرضى آخرين، مما يثبت موثوقيته وإمكانية استخدامه على نطاق واسع.
تشخيص مبكر
أشارت الدكتورة رحيلا كافية إلى أهمية هذه النتائج، قائلة: “دمج جميع صور التشخيص الطبي المتاحة، بما في ذلك تلك التي تحتوي على تغيرات دقيقة يصعب تمييزها من خلال التشخيص غير الحاسوبي، أمر بالغ الأهمية لتحقيق تشخيصات أكثر موثوقية وتحسين نتائج المرضى”.
يمكن لهذا النهج المبتكر أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المتأثرين، حيث يمكن أن يبطئ من تقدم المرض ويحسن النتائج العامة. بالإضافة إلى ذلك، تجعل الطبيعة غير المؤلمة لفحوصات العين هذا الأسلوب أكثر راحة للمرضى وأسهل في التنفيذ في مختلف بيئات الرعاية الصحية، بما في ذلك محلات البصريات.
تكنولوجيا لحالات أخرى
لا تَعِدُ هذه التقنية بتحسين تشخيص التصلب المتعدد فحسب، بل تفتح أيضًا أبوابًا لتطبيقات مشابهة في حالات عصبية أخرى مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون. مع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، يمكن أن تمهد الطريق لأدوات تشخيصية أكثر سهولة وموثوقية في الرعاية الصحية اليومية، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين رعاية المرضى والنتائج.