هل الجري يسبب التهاب المفاصل في الركبتين؟ دراسة تكشف الحقيقة
هل الجري سبب في التهاب المفاصل في الركبتين؟ يعتقد البعض أن الجري قد يؤدي إلى مشاكل في الركبتين، لكن الدراسات تشير إلى خلاف ذلك. فقد أظهرت الأبحاث أن العدائين، سواء الهواة أو المحترفين، يعانون من آلام الركبة بنسبة أقل بكثير مقارنة بمن لا يمارسون الجري.
أجرى باحثون من مؤسسة غارسيا كوجات الإسبانية دراسة شملت 25 دراسة سابقة، مع ما يقارب 115 ألف مشارك، لتجد أن الجري يساعد في حماية مفاصل الورك والركبة من الالتهاب مع التقدم في السن. على الرغم من أن التمارين الرياضية قد تتسبب في بعض الضرر الطفيف للعضلات والأوتار والعظام والغضاريف، إلا أنها تحفز على نموها بشكل أقوى وأكثر صحة.
يوضح ريتشارد بلاغروف، المحاضر الأول في علم وظائف الأعضاء بجامعة لوفبورو، في تصريح لصحيفة “الغارديان”: “الارتباط بين آلام الركبة لدى العدائين في سنواتهم المتقدمة أقل بكثير مقارنة بمن لا يمارسون الجري.”
لكن، كما هو الحال مع أي نشاط بدني، قد تحدث إصابات في الركبة على المدى القصير، مثل آلام الرضفة الفخذية، والتي يعاني منها العديد من العدائين بمعدلات تتراوح بين 14% و42%، حسب فئة العدائين. وغالبًا ما تكون هذه الآلام نتيجة لعدة عوامل مثل تقنية الجري غير الصحيحة، أو ارتداء أحذية غير مناسبة، أو زيادة شدة التدريب بسرعة كبيرة، وهو أمر شائع بين المبتدئين.
يقول بلاغروف: “إذا كانت هذه الفئة تمارس رياضة التنس أربع مرات في الأسبوع مقارنة بعدم ممارستها إطلاقًا، فإنها ستتعرض لإصابة. ليس الجري هو المسبب لآلام الركبة، بل الزيادة المفاجئة في كثافة التمارين.”
لتجنب آلام الركبتين، يوصى ببدء خطة التدريب تدريجيًا وزيادة الكثافة تدريجيًا. ابدأ بالجري بسرعات منخفضة وزيّدها تدريجيًا، مع اختيار مسافات قصيرة وأخذ فترات راحة أطول بين التمرينات.
أما في حال شعورك بالألم، فلا داعي للقلق؛ وفقًا لبلاغروف، فإن الأشخاص غالبًا ما يتعافون بسرعة بعد الراحة والتعافي.
اختيار الأحذية المناسبة يعد أمرًا مهمًا أيضًا لتجنب إصابات القدم والكاحل. يجب أن تكون الأحذية مريحة عند ارتدائها ولا تعتمد على كمية الدعم أو التبطين فقط. أظهرت بعض الأبحاث أن النعال الرقيقة والمرنة قد تضع ضغطًا أقل على الركبتين، ربما لأنها تسمح للقدم بالحركة بشكل طبيعي أكثر.
