الأخبار العالمية

هل يقرر روبرت كينيدي جونيور نتائج انتخابات أميركا؟

هل يقرر روبرت كينيدي جونيور نتائج انتخابات أميركا؟

بالرغم من عدم وجود فرص واقعية تسمح للمرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أن هناك عوامل موضوعية تشير إلى أنه قد أصبح له تأثير متزايد على نتائج الانتخابات، مما يزيد من احتمال وصول الرئيس السابق دونالد ترامب أو الحالي جو بايدن إلى البيت الأبيض مرة أخرى.

تظهر استطلاعات الرأي المختلفة أن كينيدي يحقق نسبة أعلى بكثير من أي مرشح ثالث في العقود الأخيرة، حيث يحصل على نسبة تتراوح بين 15% و20% من أراء المستطلعين في أغلب استطلاعات الرأي المتخصصة في الانتخابات الرئاسية.

وقد أنفقت حملة كينيدي مبلغًا قدره 7 ملايين دولار على الإعلانات خلال بث مباراة نهائي كرة القدم الأميركية، مع التأكيد على استمراره في السباق حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

فرصة جيدة

تتجلى أهمية ترشح كينيدي من خلال الوعي الشديد لدى الأميركيين بعدم الرضا عن الضرورة الملحة للاختيار بين جو بايدن ودونالد ترامب في جولة انتخابية ثانية، تكرر معها الأحداث والقلاقل السلبية التي شابت انتخابات 2020. إضافةً إلى حالة الاستقطاب السياسي الحاد الذي يحيط بنتائج الانتخابات، حيث يفوز المرشح المنتصر بعدد قليل جدًا من الأصوات في عدد محدود من الولايات المتأرجحة.

يمتلك كينيدي فرصة جيدة ليكون أول مرشح لحزب ثالث يشارك في المناظرات الرئاسية منذ روس بيرو في عام 1992، الذي حصل على 18.9% من الأصوات. وعلى الرغم من أنها استثناء كبير بين المرشحين المستقلين أو مرشحي الحزب الثالث الذين لم يتأهلوا للمناظرات الرئاسية.

بفضل المشاركة في المناظرات الرئاسية، يمكن للمرشح أن يقدم نفسه لملايين الأميركيين، ويسمح للناخبين بالمقارنة بين مهارات المرشحين. ويمكن لكينيدي تحقيق شروط المشاركة في المناظرات، حيث يجب أن يكون له وجود في بطاقات الاقتراع في عدد كافٍ من الولايات، وأن يحصل على نسبة لا تقل عن 15% في 5 استطلاعات وطنية موثوقة.

ووفقًا لاستطلاع أجرته جامعة كوينيبياك، حقق كينيدي نسبة 22% من أصوات الناخبين المسجلين.

رغم كون اسم كينيدي مألوفًا جيدًا، فإنه يختلط بأفكار سياسية مختلطة تجمع بين جوانب من السياسة الديمقراطية والجمهورية، بالإضافة إلى أفكار من خارج السياق السياسي التقليدي في الولايات المتحدة.

يُعرف كينيدي بمعتقداته المثيرة للجدل والتي تتناول مسألة اللقاحات بشكل خاص، وزادت شهرته خلال جائحة كوفيد-19. كما يتبنى مواقف غير تقليدية تجاه مواضيع متنوعة مثل الرعاية الصحية والهجرة.

تُظهر أحدث استطلاعات الرأي أن كينيدي يحظى بتأييد كبير من بين الناخبين الذين يرفضون ترشيح بايدن وترامب، حيث يُقدر عددهم بنحو 17% من الناخبين. ويشير آخر استطلاع للرأي من جامعة ماركيت إلى فوز كينيدي بأغلبية من الأصوات بين الذين يكرهون بايدن وترامب.

وتُعد هذه المجموعة من الناخبين الهامة هدفًا لحملتي بايدن وترامب في انتخابات 2024، حيث يتطلعون إلى البديل الثالث. وتظهر أحدث استطلاعات الرأي من جامعة كوينيبياك أن كينيدي يحظى بتأييد كبير بين هؤلاء الناخبين.

يعبر العديد من الناخبين الديمقراطيين عن غضبهم من ترشح بايدن نتيجة لما يعتبرونه تراجعًا في قدراته العقلية بسبب عمره، بينما يتسبب ترشيح ترامب في غضب فئة من الناخبين الجمهوريين بسبب الاتهامات الجنائية الموجهة إليه.

وفي الوقت نفسه، يعتبر كينيدي، البالغ من العمر 70 عامًا، أصغر بكثير من بايدن (81 عامًا) وترامب (77 عامًا)، مما يجعله خيارًا أكثر شبابًا وحيوية.

تظهر أهمية ترشيح كينيدي من خلال عدم رضا الجمهور الأميركي الغالبية على الاضطرار للاختيار بين جو بايدن ودونالد ترامب في جولة انتخابية ثانية، تُكرّر خلالها الانتخابات التي شابتها العديد من السلبيات والقلاقل التي شهدناها في عام 2020. يضاف إلى ذلك حالة الاستقطاب السياسي الحاد التي تحيط بنتائج الانتخابات، حيث ينجح المرشح الفائز في الفوز بعدد قليل جدًا من الأصوات في عدد قليل من الولايات المتأرجحة.

على الرغم من ذلك، فإن كينيدي يتمتع بفرصة جيدة ليكون أول مرشح لحزب ثالث منذ روس بيرو، الذي حصل في انتخابات عام 1992 على نسبة تصويت بلغت 18.9%، أي ما يقرب من 19.7 مليون ناخب، وذلك للمشاركة في المناظرات الرئاسية. يُعتبر بيرو استثناءً كبيرًا بين مرشحي الحزب الثالث الذين لم يتأهلوا للمناظرات الرئاسية.

كما تعتبر المشاركة في المناظرات الرئاسية فرصة كبيرة للمرشحين والناخبين على حد سواء، حيث يمكن للمرشح تقديم نفسه ومواجهة ملايين الأميركيين للمقارنة بين قدرات هؤلاء المرشحين. وبناءً على هذا، يمكن لكينيدي التأهل للمشاركة في المناظرات الرئاسية عبر تحقيق الشروط المطلوبة، مثل وجوده على بطاقات الاقتراع في عدد كافٍ من الولايات لتحقيق رقم الفوز المطلوب في المجمع الانتخابي بـ 270 صوتًا، وحصوله على متوسط لا يقل عن 15% في 5 استطلاعات وطنية ذات سمعة طيبة.

ووفقًا لاستطلاع رأي حديث أجرته جامعة كوينيبياك، حقق كينيدي نسبة تصويت بلغت 22% من الناخبين المسجلين.

يشتهر كينيدي خلال السنوات الأخيرة بمعتقداته المناهضة للقاحات، وهو ما يُعتبر محور نقاش سياسي حيوي. علاوة على ذلك، يتبنى كينيدي مواقف سياسية متنوعة، حيث يتحرك بين مبادئ الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وينتقي أفكارًا من خارج السياق السياسي التقليدي في الولايات المتحدة.

في نهاية المطاف، يعتبر وجود مرشح ثالث قوي مثل كينيدي خطوة مهمة في عملية الانتخابات الرئاسية، حيث يمكن له أن يحدث تأثيرًا كبيرًا على نتائج الانتخابات ويجذب الناخبين الذين يبحثون عن بديل غير المرشحين الرئيسيين.

زر الذهاب إلى الأعلى