هواوي تطلق نظام تشغيل جديد: بداية عهد جديد مع HarmonyOS Next
أعلنت شركة “هواوي” مؤخراً عن خطتها للتخلي عن نظام التشغيل “أندرويد” والاعتماد بشكل كامل على نظام التشغيل الخاص بها “هارموني”، الذي بدأ تطويره منذ سنوات كجزء من استراتيجيتها للتعامل مع العقوبات الأميركية. ومن المقرر أن يكون هاتف “ميت 70” (Mate 70) أول الأجهزة التي تعتمد هذا النظام.
تفاصيل الإعلان
أكدت “هواوي” في بيانها أنها ستتيح للمستخدمين الاختيار بين استخدام النسخة القديمة من “هارموني” أو النسخة الجديدة المسماة “هارموني أو إس نيكست” (Harmony OS Next). يعكس هذا الإعلان توجهاً لتوضيح الفرق بين النسختين وإبراز التطورات التقنية التي تميز النظام الجديد.
نظام “هارموني” الجديد
النظام الجديد يمثل تحولاً جذرياً، حيث أطلقت “هواوي” عليه اسم “هارموني أو إس نيكست” لتفريقه عن النسخة السابقة “هارموني أو إس ليغاسي” (Harmony OS Legacy). هذا التغيير لا يقتصر على الأسماء فقط، بل يعكس فلسفة مختلفة في تصميم النظام، تشمل إعادة بناء النواة (Kernel) وآليات تشغيل التطبيقات. تهدف “هواوي” من خلال هذا التطوير إلى تقديم تجربة جديدة كلياً للمستخدمين، مع التركيز على التطبيقات المخصصة للنظام الجديد.
من “أندرويد” إلى “هارموني”
بدأت “هواوي” رحلتها مع “هارموني” بالاعتماد جزئياً على نواة “أندرويد” المفتوحة المصدر. ورغم القيود التي فرضتها العقوبات الأميركية، تمكنت الشركة من تعديل نظام “أندرويد” لتوفير تجربة شبه متكاملة مع خدماتها الخاصة. الآن، تعلن “هواوي” عن انتقال كامل إلى نواة مخصصة للنظام الجديد، مما يعني انفصالاً تاماً عن “أندرويد” وعدم إمكانية تشغيل تطبيقاته على “هارموني نيكست”.
ميزات وتحديات النظام الجديد
يمثل نظام “هارموني نيكست” خطوة نحو توسيع نظام بيئي متكامل يشمل الهواتف الذكية، الأجهزة المنزلية، والسيارات الذكية. يعتمد النظام على نواة مصغرة تسهل تشغيله على مجموعة متنوعة من الأجهزة، من الهواتف إلى الأجهزة ذات القدرات الحاسوبية المحدودة. ورغم هذه المزايا، يواجه النظام تحديات تتعلق بإقناع المطورين بتطوير تطبيقات مخصصة له، بالإضافة إلى التحدي المتمثل في توسيع قاعدة المستخدمين خارج السوق الصيني.
فرص النجاح
تشير “هواوي” إلى خططها لطرح النظام الجديد بدايةً في الصين، مع توسيع الدعم ليشمل تطبيقات تصل إلى 100 ألف بحلول عام 2025. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق نجاح عالمي يتجاوز السوق المحلي، خاصة مع المنافسة القوية من “أندرويد” و”آي أو إس”.
هل سيتمكن “هارموني نيكست” من إحداث ثورة في سوق أنظمة التشغيل؟ الإجابة تعتمد على نجاح “هواوي” في بناء منظومة متكاملة تلبي تطلعات المستخدمين وتنافس الأنظمة المهيمنة.
