هيكل خارجي مبتكر يعيد الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة وضحايا الحروب

تمكّن مختبر إيطالي من تصميم هيكل خارجي متطور للأطراف العلوية والسفلية يتيح لذوي الاحتياجات الخاصة فرصة ممارسة حياتهم بشكل شبه طبيعي. الهيكل، الذي يحمل اسم “فلوت إيفو”، تم تطويره في مختبر ريهاب تكنولوجيز بالشراكة بين المعهد الإيطالي للتكنولوجيا ومركز إنال للأطراف الاصطناعية. وقد عُرض لأول مرة في النسخة الأوروبية من معرض ماكر فاير في روما، الذي أقيم بين 25 و27 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

تعزيز التعافي الحركي والوظيفي

يتميز الهيكل الخارجي بمحركات متطورة تدعم التعافي الوظيفي لمفاصل القدم والساق، وهو مناسب لمرضى الإصابات العصبية الخطيرة، فضلاً عن إصابات العظام والجراحات المعقدة. يهدف هذا الابتكار إلى تقديم حلول فعّالة لضحايا الحروب والنزاعات، من خلال دعمهم في استعادة حركتهم الطبيعية.

ماسيمو جنتيلي، المهندس والباحث في مركز إنال، أوضح أن التقنية تجمع بين التمارين المكثفة والدقيقة لتحفيز الحركات الوظيفية الواقعية، مما يساعد في تحسين فعالية إعادة التأهيل لكل مريض وفق حالته الصحية. كما يتيح التصميم الجديد حرية حركة أوسع بفضل الذراع متعددة المفاصل، مما يُخفف من الإحساس بوزن الهيكل ويساعد على تنشيط عضلات الجسم بالكامل.

بروتوكولات إعادة تأهيل شخصية

الهيكل يُمكّن المرضى من التحرك في مساحة تصل إلى ثلاثة أمتار مربعة أثناء إعادة التأهيل، ما يسمح بالتفاعل الجسدي مع البيئة المحيطة وتنشيط مناطق الجسم المستهدفة. كما يُقدّم “فلوت إيفو” للأطراف العلوية حركات محسّنة لمفاصل الكتف والكوع، بما يعزز استعادة الوظائف اليومية مثل الأكل والشرب ولمس الرأس أو الظهر.

ماتيو لافرانشي، منسق عمليات مختبر ريهاب تكنولوجيز، أشار إلى أن الإصدار الجديد يتضمن مستشعرات حساسة تكتشف قوى التفاعل مع المريض، مما يسهم في توفير تجربة آمنة ومتكيّفة مع احتياجات المستخدم.

أمل جديد لضحايا الحروب

يُتوقع أن يُحدث هذا الابتكار فرقًا كبيرًا في حياة الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة أو بتر الأطراف نتيجة النزاعات، مثل الحرب الإسرائيلية على غزة. وأكدت تقارير أممية أن أكثر من 22 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات غيّرت حياتهم، تتراوح بين 13 و17 ألفًا منها إصابات بالأطراف.

مستقبل التقنية

الهيكل الخارجي “فلوت إيفو” لا يزال في مرحلة الدراسة السريرية، والتي بدأت أواخر عام 2023 وتستمر حتى 2027. ومن المقرر أن يُطرح الجهاز في الأسواق الطبية بحلول عام 2028، حيث سيتم تحديد تكلفته النهائية بناءً على نتائج الدراسات السريرية.

يُعد هذا الهيكل الخارجي خطوة واعدة نحو توفير حلول مبتكرة لإعادة التأهيل وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يواجهون تحديات حركية، مما يمنحهم أملاً جديدًا في استعادة استقلاليتهم.