تكنولوجيا

واتساب: النشأة، المزايا، العيوب، ومستقبل التطبيق

يُعدّ واتساب من أكثر تطبيقات المراسلة استخدامًا في العالم، حيث يتيح للمستخدمين إرسال الرسائل النصية، والصوتية، وإجراء المكالمات الصوتية والمرئية، ومشاركة الوسائط المختلفة بسهولة. منذ انطلاقه، أحدث ثورة في التواصل الرقمي، لكنه يواجه اليوم تحديات تتعلق بالخصوصية والمنافسة من التطبيقات الأخرى.

أولًا: من هو مخترع واتساب؟ وهل لا يزال على قيد الحياة؟

تم تأسيس واتساب في عام 2009 من قبل جان كوم (Jan Koum) وبراين أكتون (Brian Acton)، وهما مهندسان أمريكيان كانا يعملان سابقًا في شركة “ياهو”.

جان كوم: وُلِد في أوكرانيا عام 1976، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة في التسعينيات. وهو لا يزال على قيد الحياة.

براين أكتون: وُلِد عام 1972 في الولايات المتحدة، وهو أيضًا لا يزال على قيد الحياة.

في عام 2014، استحوذت شركة فيسبوك (ميتا حاليًا) على واتساب مقابل 19 مليار دولار، وهو أحد أكبر صفقات الاستحواذ في تاريخ التكنولوجيا. بعد ذلك، غادر أكتون وكوم الشركة بسبب خلافات حول سياسات الخصوصية والإعلانات.

ثانيًا: إيجابيات واتساب

  1. سهولة الاستخدام: يتميز بواجهة بسيطة وسلسة تناسب جميع الفئات العمرية.
  2. مجاني: لا يتطلب دفع رسوم شهرية، حيث يعتمد على الاتصال بالإنترنت لإجراء المكالمات وإرسال الرسائل.
  3. التشفير القوي: يعتمد على التشفير من طرف إلى طرف، مما يضمن حماية المحادثات من التجسس.
  4. التكامل مع جهات الاتصال: يتيح للمستخدمين العثور بسهولة على الأشخاص المسجلين في دفتر العناوين الخاص بهم.
  5. إرسال جميع أنواع الوسائط: يمكن إرسال الصور، الفيديوهات، المستندات، والرسائل الصوتية بسرعة.
  6. المكالمات الصوتية والمرئية: يوفر جودة اتصال جيدة حتى في شبكات الإنترنت الضعيفة.
  7. المجموعات والقنوات: يدعم إنشاء مجموعات دردشة وإدارة القنوات الإخبارية بسهولة.
  8. واتساب ويب: يتيح تشغيل التطبيق على أجهزة الكمبيوتر، مما يسهل الاستخدام أثناء العمل.
  9. ميزة الحالات (Status): تتيح مشاركة الصور والنصوص والفيديوهات لمدة 24 ساعة، مثل “القصص” في إنستغرام وسناب شات.
  10. خدمات الأعمال (WhatsApp Business): يوفر ميزات مخصصة للشركات، مثل الردود التلقائية وكاتالوج المنتجات.

ثالثًا: سلبيات واتساب

  1. مخاوف الخصوصية: رغم التشفير، إلا أن ميتا تجمع بيانات المستخدمين، مما يثير مخاوف بشأن استخدام المعلومات الشخصية.
  2. الإعلانات المحتملة: هناك خطط مستقبلية لعرض الإعلانات، مما قد يؤثر على تجربة المستخدم.
  3. عدم وجود اسم مستخدم مخصص: يعتمد على رقم الهاتف، مما قد يكون عائقًا لبعض المستخدمين.
  4. حجم البيانات الكبير: يخزن الصور والفيديوهات تلقائيًا، مما يستهلك مساحة التخزين بسرعة.
  5. قيود على إرسال الملفات: يفرض حدودًا على حجم الملفات المرسلة مقارنة بتطبيقات أخرى مثل تيليجرام.
  6. اختراق الحسابات: رغم الأمان، إلا أن الهجمات الاحتيالية واختراق الحسابات لا تزال تشكل خطرًا.
  7. عدم دعم الأجهزة المتعددة بشكل كامل: لا يزال دعم تشغيل الحساب على أكثر من هاتف محدودًا.

رابعًا: هل يمكن أن يتم تعويض واتساب بتطبيق جديد؟

رغم هيمنة واتساب، إلا أن هناك منافسين أقوياء مثل:

تيليجرام (Telegram): يوفر ميزات أمان متقدمة، وسرعة في إرسال الملفات، ودعم التخزين السحابي.

سيغنال (Signal): يُعتبر من أكثر التطبيقات أمانًا، ويُفضَّل من قبل المهتمين بالخصوصية.

آي مسج (iMessage): مخصص لمستخدمي آبل، ويدمج الرسائل مع خدمات أخرى مثل الفيس تايم.

لكن هل سيظهر تطبيق يعوّض واتساب تمامًا؟
حتى الآن، لم يظهر منافس قادر على إزاحة واتساب، ويرجع ذلك إلى قاعدة المستخدمين الضخمة التي يمتلكها (أكثر من 2 مليار مستخدم). لكن مع تطور التكنولوجيا، قد تظهر بدائل جديدة تقدم مزايا أكثر وتتفوق عليه.

خاتمة

يظل واتساب التطبيق الأوسع انتشارًا في مجال المراسلة الفورية، بفضل بساطته وقدرته على التكيف مع احتياجات المستخدمين. ورغم التحديات التي يواجهها، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية والمنافسة، إلا أنه لا يزال يحافظ على مكانته بفضل الميزات المستمرة التي يضيفها. ومع ذلك، فإن تطور التكنولوجيا قد يؤدي يومًا ما إلى ظهور بديل جديد ينافسه بقوة، أو حتى يحل محله.

زر الذهاب إلى الأعلى