يوميات مسافر لا أحد ينام في الطريق إلى أوزبكستان
يمكن وصف ركاب الرحلة المتجهة إلى طشقند بأنهم متحمسون بشكل لا يصدق، فهم ينتظرون تجربة حكايات شرقية ممتعة تجسد جوهر الزمن القديم على طول طريق الحرير التاريخي. المضيفة استقبلتنا بتحية روسية وأجبت على تساؤلها بالتركية، وهو اللغة التي اعتقدت أنها ستفهمها، وبالتالي أشارت لمقعدي في الطائرة.
بينما كان الركاب يتجهون إلى مقاعدهم ببطء، لاحظت شخصًا يبدو وكأنه من آسيا الوسطى يبتسم لي، ورددت الابتسامة بدون كلمات، وعندما قام بطلب حذائه، وقف وسلم علي بحرارة غير معتادة بين الغرباء، ثم أومأ لي لأمر، وبجواري كان هناك سائح تركي وسيدة أوزبكية مسنة. الرجل التركي تحدث بشكل عشوائي متحدثًا عن توقعه لتأخر الطائرة، وتبادلنا بعض الحديث قبل أن تقلع الطائرة وننغمس في محادثة طويلة حول مواضيع مختلفة.
على متن الطائرة، تناثر الحديث بين الركاب حول تحولات المجتمع والتاريخ والسياسة والثقافة والطعام والموسيقى. السيدة الأوزبكية شاركت قصتها عن عهود بلادها وخدمتها في العسكرية السوفيتية، وأثنت على فترة الازدهار التي عاشتها بلادها، بينما ناقش الرجل التركي تحولات الأجيال والتغيرات في القيم.
بالنسبة للطعام، تبادلنا آراء حول الأطعمة المحلية والعالمية، حيث أشادت السيدة الأوزبكية بطعام بلادها ورخص أسعاره، بينما أثارت ملاحظتي عن زيت الزيتون جدلاً طفيفًا حول تأثيرات الثقافات المختلفة على الطعام.
عند وصولنا إلى مطار طشقند، استقبلت جارتي استقبالًا حافلًا بينما انطلقت مع سائق إلى وسط المدينة، حيث تباينت الثقافات والمناظر بين الأحياء القديمة والحديثة. تمكنت من تبديل العملة واستكشاف الشوارع بسهولة، ولاحظت أن تكاليف الإقامة والتنقل في المدينة تكاد تكون بسيطة مقارنة بوجهات سياحية أخرى.
هذه التجربة الممتعة والمثيرة في طشقند تعكس تاريخها الغني وثقافتها المتنوعة، وتجسد رحلة سياحية تاريخية تتيح للزائر فرصة استكشاف جوانب مختلفة من العالم الشرقي الساحر.