رأي آخرالأخبار العالمية

الخطة المصرية لإنقاذ غزة: رؤية عربية لمواجهة مخطط التهجير وشراء السيادة

تتجه الأنظار اليوم إلى القاهرة، حيث يجتمع القادة العرب في قمة طارئة لمناقشة مستقبل القضية الفلسطينية، في ظل مخططات دولية تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد في قطاع غزة عبر مشاريع تهدد سيادته وسكانه. وبينما تحاول بعض القوى الدولية فرض حلول تكرّس واقعًا جديدًا، تستعد مصر لطرح خطة عربية بديلة، ترتكز على إعادة إعمار غزة، وحماية الوجود الفلسطيني، ورفض أي مخططات تهدف إلى تهجير السكان أو تقويض حقهم في تقرير مصيرهم.

الخطة المصرية: إعادة الإعمار بدون تنازل عن السيادة

بحسب مصادر مطلعة، تضع القاهرة اللمسات الأخيرة على خطة متكاملة ستُعرض على القادة العرب، تتضمن عدة محاور رئيسية:

  1. إعادة الإعمار الفوري:
    • إزالة الركام وإعادة بناء المنازل والبنية التحتية التي دمرها العدوان الإسرائيلي.
    • إنشاء مشاريع إسكانية عاجلة لاستيعاب النازحين داخل غزة نفسها، دون الحاجة لنقل السكان إلى خارج القطاع.
    • إعادة تأهيل المستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية لضمان استئناف الحياة الطبيعية بأسرع وقت.
  2. إجراءات اقتصادية لدعم صمود الفلسطينيين:
    • إنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار غزة، بمساهمة مباشرة من الدول العربية، لمنع أي محاولات خارجية لفرض أجندات سياسية مقابل التمويل.
    • تعزيز المشاريع الاقتصادية داخل القطاع، ودعم الصناعات المحلية لخلق فرص عمل تُقلل من الاعتماد على إسرائيل أو القوى الخارجية.
    • تفعيل التجارة البينية بين غزة والدول العربية، عبر معابر خاضعة لإدارة فلسطينية عربية مشتركة، بعيدًا عن السيطرة الإسرائيلية.
  3. رفض التهجير والتوطين القسري:
    • التأكيد على رفض أي مخطط دولي يسعى إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو الأردن أو أي دولة أخرى.
    • دعم حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من أي حل سياسي مستقبلي.
    • منع أي إجراءات إسرائيلية تهدف إلى فرض واقع ديموغرافي جديد عبر الضغط العسكري والاقتصادي على سكان غزة.
  4. ترتيبات سياسية وأمنية متوازنة:
    • دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تتولى إدارة القطاع، بما يضمن تمثيلًا عادلًا لكل الفصائل الفلسطينية.
    • التوصل إلى تفاهمات مع الفصائل المسلحة داخل غزة لضمان إدارة المرحلة القادمة بطريقة تحافظ على الأمن والاستقرار.
    • العمل على تهدئة دائمة تمنع إسرائيل من استخدام العنف كأداة لفرض سياساتها الاستيطانية والتوسعية.

مواجهة “صفقة غزة”: رفض واضح للضغوط الأمريكية والإسرائيلية

تأتي الخطة المصرية في سياق الرد على مقترحات أمريكية وإسرائيلية تهدف إلى فرض ما يُسمى بـ “صفقة غزة”، التي تشمل:

  • تهجير السكان إلى مصر والأردن، في محاولة لتفريغ القطاع من أهله.
  • تسليم إدارة غزة لكيانات دولية أو عربية بعيدًا عن السيادة الفلسطينية.
  • تحويل غزة إلى منطقة سياحية تحت مسمى “ريفيرا الشرق الأوسط”، وهو طرح يتجاهل معاناة الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية.

التحرك العربي المشترك: اجتماع خماسي في الرياض لحسم التفاصيل

بعد قمة القاهرة، من المقرر أن تشهد الرياض اجتماعًا عربيًا خماسيًا في 21 مارس الجاري، بمشاركة مصر، السعودية، الأردن، الإمارات، وقطر، لمناقشة الخطوات العملية لتنفيذ الخطة المصرية. ومن المتوقع أن تنضم دول خليجية أخرى لدعم الموقف العربي الموحد في مواجهة الضغوط الدولية.

هل تنجح الخطة المصرية في تغيير قواعد اللعبة؟

تمثل الخطة المصرية اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدول العربية على التصدي لمشاريع التصفية الدولية للقضية الفلسطينية. وفي حال تمكنت القمة العربية من تبني موقف موحد، فإن ذلك سيشكل خطوة مهمة لإعادة بناء غزة على أسس تحفظ حقوق الفلسطينيين، وتمنع أي محاولات لفرض حلول تنتقص من سيادتهم أو حقهم في تقرير مصيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى