صحة

40 عاما على اكتشاف فيروس الإيدز

اكتشاف فيروس الإيدز: قصة معركة علمية ضد وباء أودى بحياة الملايين

قبل 40 عامًا، تمكن فريق من معهد باستور الفرنسي من اكتشاف فيروس الإيدز (AIDS)، وهو خطوة حاسمة في مواجهة هذا الوباء الذي أودى بحياة 40 مليون شخص. تم نشر مقال في مجلة “ساينس” (Science) في 20 مايو/أيار 1983 يؤكد عزل الفيروس الجديد، رغم تبني العلماء لنبرة حذرة عند الإشارة إلى احتمالية ارتباطه بالإيدز.

البدايات والتحديات

في صيف 1981، ظهرت في الولايات المتحدة حالات لأمراض نادرة مثل تكيسات الرئة وساركوما كابوزي بين الشباب المثليين، مما أثار تساؤلات الأطباء حول الأسباب المحتملة لهذه الالتهابات “الانتهازية”. وبحلول سبتمبر/أيلول 1982، بدأ استخدام مصطلح الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسب).

فرضية الفيروسات القهقرية

في باريس، بدأ مختبر الأورام الفيروسية في “معهد باستور” بقيادة لوك مونتانييه بالبحث عن أسباب الإيدز. في يناير 1983، بدأ المختبر العمل على عينة من غدد لمفاوية لمريض في مرحلة مبكرة من الإيدز، مما أدى إلى اكتشاف فيروس قهقري جديد أطلق عليه اسم (LAV).

التشكيك والاعتراف

رغم الشكوك الأولية من بعض العلماء، أكد فريق “معهد باستور” تدريجيًا أن الفيروس الجديد هو المسبب للإيدز. في سبتمبر/أيلول 1983، قدم مونتانييه بيانات تدعم هذا الاكتشاف، ورغم التفاعل المحدود، استمر الفريق في البحث. في ربيع 1984، أعلن روبرت غالو عن اكتشاف فيروس قهقري جديد، ما أدى إلى نزاع علمي حول أحقية الاكتشاف.

النهاية الدبلوماسية

في يناير 1985، تم إثبات أن الفيروسين هما نفس الفيروس، وتم إطلاق اسم فيروس العوز المناعي البشري (HIV) عليه في عام 1986. وانتهى النزاع بتسوية دبلوماسية عام 1987، وتم الاعتراف بكل من غالو ومونتانييه كشريكين في الاكتشاف. وفي عام 2008، مُنحت جائزة نوبل للطب للفرنسيين مونتانييه وباري سينوسي وحدهما تقديرًا لاكتشافهما فيروس HIV.

زر الذهاب إلى الأعلى