تشييع العشرات من الشهداء إلى مثواهم الأخير في “مقبرة جماعية” بمستشفى الشفاء في غزة
أكد محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، على دفن عشرات الشهداء في مقبرة جماعية داخل ساحات المستشفى، نتيجة الحصار الطويل والهجمات الإسرائيلية المستمرة لليوم 39 على التوالي.
وأوضح أبو سلمية في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن 179 جثة على الأقل تم دفنها في المقبرة الجماعية بالمستشفى، مشيرًا إلى أنهم يتضمنون 7 أطفال فقدوا حياتهم جراء انقطاع التيار الكهربائي.
وأشار إلى أن الإدارة الطبية للمستشفى اضطرت لدفن الشهداء في المقبرة الجماعية داخل المجمع نظرًا لتحلل جثثهم وعدم السماح بنقلها إلى خارج الموقع. وأوضح أن القبر الذي تم حفره صغير ولا يتسع لاستيعاب جميع الشهداء.
وأكد أبو سلمية على أن المستشفى، الذي تعرض لهجمات متكررة ويعاني من حصار إسرائيلي، أصبح يشبه مقبرة حقيقية للمرضى والجرحى، مشيرًا إلى أن الظروف الصعبة دفعت الطواقم الطبية إلى إجراء عمليات جراحية طارئة بدون تخدير أو أكسجين.
وأشار إلى تزايد المخاوف من فقدان أرواح العديد من الأطفال والجرحى داخل المستشفى، حيث يتعرض أي شخص يتحرك في الموقع لإطلاق النار، مما يزيد من التحديات التي يواجهها الجرحى والمرضى.
وختم مدير المجمع بالتأكيد على ضرورة إجلاء آمن للجرحى والمرضى خارج المجمع، مشيرًا إلى الموافقة الإسرائيلية على نقل عدد قليل من الخدج بعد التنسيق مع الصليب الأحمر.
مأساة الشفاء
مجمع الشفاء، الذي يُعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، أُسس في عام 1946 وشهد تطوراً متسارعاً، متحولاً إلى أكبر مجمع طبي يضم ثلاثة مستشفيات متخصصة. يشكل 25% من العاملين في القطاع الصحي بقطاع غزة بأسره. حالياً، يستقبل المجمع آلاف المرضى والنازحين الذين يلجؤون إليه للحماية والرعاية.
في الأسابيع الأخيرة، توفي العديد من الأفراد، بمن فيهم أطفال خدج في مستشفى الشفاء، جراء القصف الإسرائيلي المتكرر على المستشفى ومحيطه، ونتيجة لتوقف منشأة توليد الأكسجين بسبب نفاد الوقود الضروري لتشغيلها وتشغيل مولدات الكهرباء.
وفي وقت سابق، أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن مجمع الشفاء الطبي أصبح غير قادر على تقديم أي خدمة صحية تقريبًا نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والحصار الذي يعاني منه، وهو لا يستطيع حتى تقديم الخدمات الطبية للجرحى أو المرضى الموجودين داخل المجمع.
مع استمرار الهجوم الإسرائيلي لليوم الـ39، فإن الحصيلة المأساوية تشمل أكثر من 11 ألف حالة استشهاد وعشرات الآلاف من الإصابات، مما يتسبب في دمار هائل في الأحياء السكنية والبنية التحتية الحيوية والمستشفيات.