غارات الاحتلال تسفر عن سقوط عشرات الشهداء واستمرار الاستهداف للمستشفيات
تكثف قوات الإحتلال حملتها القتالية عبر قصف منازل المدنيين في مناطق مختلفة من شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى استمرار الاستهداف المباشر للمستشفيات في القطاع.
أفادت المعلومات بسقوط أربعة قتلى وعدد آخر من الجرحى نتيجة للغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة في صباح يوم الخميس. كما أفادت التقارير بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في قصف آخر استهدف منطقة أبو إسكندر شمالي غزة، مستهدفًا عائلتي أبو عبيد وأبو فول.
أيضًا قام الاحتلال بالاستهداف المباشر لطواقم الدفاع المدني أثناء أدائهم لواجبهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات بينهم. وفي منطقة النصيرات وسط القطاع، تم تسجيل استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات.
وفي وسط القطاع، في دير البلح، سقط عدد من الشهداء والجرحى جراء غارات إسرائيلية استهدفت منازل وشقة سكنية. وتظهر مشاهد نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي جهود الإنقاذ لانتشال الناجين والقتلى من تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف.
ووفقًا للمصادر الطبية، تم نقل عدد من الجرحى، والأغلبية منهم أطفال، إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بعد استهداف قوات الاحتلال منزلًا في مخيم البريج وسط القطاع.
وقد أوضحت التقارير أن الغارات الإسرائيلية استهدفت خمسة منازل في شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصًا وفقدان آخرين.
في تصريح للجيش الإسرائيلي، أعلن اليوم أنه نفذ غارات جوية على 300 هدف في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، قبل بدء سريان هدنة إنسانية من المتوقع أن تبدأ في الساعات القادمة.
وأدان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأحداث في غزة، ووصفها بأنها “مذبحة كاملة والأسوأ على الإطلاق”.
استهداف المستشفيات
في تطورات أخرى، استمر الاحتلال الإسرائيلي في استهداف مستشفيات قطاع غزة، حيث أعلن منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال قد وجه إنذارًا بإخلاء مستشفى الإندونيسي في غضون 4 ساعات. وأشار إلى أن 450 جريحًا قد تم نقلهم بالفعل من المستشفى، فيما لا يزال نحو 200 آخرين داخله، حيث يعانون من ظروف صعبة، ويتضح أن العديد منهم يعانون من الحروق دون توفر أطباء متخصصين للعناية بهم.
ومن ناحية أخرى، أُلقي القبض على مدير العام لمجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد أكد الطبيب معتز حرارة، في اتصال مع الجزيرة من داخل المجمع، أن الاعتقال تم خلال مرافقته لعدد من المرضى الذين تم إجبارهم على مغادرة مستشفى الشفاء ونُقلوا برعاية منظمة الصحة العالمية، حيث جرى الاعتقال أثناء مرور القافلة على طريق صلاح الدين.
وعبّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استنكارها لاعتقال أبو سلمية وزملائه، وناشدت الصليب الأحمر والمنظمات الدولية التدخل للإفراج عنهم. وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، إلى أن الاحتلال يتعامل بعنف مع الطواقم الطبية والمرضى، محملاً الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة مسؤولية اعتقال الطواقم الطبية. وأضاف أن الوزارة قررت وقف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية في إخلاء الجرحى والطواقم الطبية.
من ناحيته، أكد المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يتمتعون بحماية خاصة وفقًا للقانون الدولي، وأشار إلى أن المستشفيات في غزة قد تحولت إلى مواقع حرب وساحات معركة.