أسيرتان تمَّ الإفراج عنهما: تأكيد على عدم وجود خطوط حمراء في تعامل الاحتلال مع الأسيرات
“أسيرتان محررتان يرويان للجزيرة نت انتهاكات إسرائيل للخطوط الحمراء في معاملتها للأسيرات”
قالت أماني الحشيم ومرح باكير، أسيرتان محررتان من القدس، في حديثهما لـ الجزيرة نت إن إدارة السجون الإسرائيلية قد تجاوزت الخطوط الحمراء في تعاملها مع الأسيرات. تضمنت التجاوزات الاعتداءات البدنية بالضرب، ورش الأسيرات بالغاز، ومصادرة أغراضهن الشخصية.
وأشارت الحشيم وباكير، اللتين تم الإفراج عنهما في صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى الظروف القاسية التي عاشتها الأسيرات منذ اندلاع الاحتلال لحرب مدمرة على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، والتي شهدت إطلاق عملية “طوفان الأقصى”.
وفي تفاصيل حول اعتقالهما، ذكرت باكير أنها اعتقلت جريحة عند عودتها من المدرسة في أكتوبر 2015 عندما كانت عمرها 16 عاماً، وحُكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات ونصف بالإضافة إلى غرامة مالية. بينما اعتقلت الحشيم، وهي أم لطفلين، في ديسمبر 2016 بعد إطلاق النار عليها أثناء قيادتها لسيارتها قرب حاجز قلنديا العسكري شمال القدس، وحُكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات.
ألم مضاعف
“أماني تتحدث عن لحظات الحرية بعد الإفراج: بين أحضان العائلة ووحدتي مع أولادي”
قالت أماني، الأسيرة المحررة من مدينة القدس، إن شعورها بالإفراج لا يمكن وصفه، وأنها لا تجد كلمات تعبر عن لحظات الحرية. وأفادت في حديثها للجزيرة نت بأنها تشعر وكأنها في حلم، محاطة بأحضان عائلتها وفي منزلها مع أولادها.
تحدثت الأسيرة المحررة عن الألم الذي عاشته خلال فترة الاعتقال، وقالت إنها كانت تفكر بأولادها ودروسهم وتطورهم، مشيرة إلى أن الأطفال فوق سن 8 سنوات يحرمون من زيارات مفتوحة مع والديهم، مما أدى إلى ألم كبير ووجع خلال الزيارات المحدودة.
وأشارت إلى أنها لم تلمس أطفالها منذ سنوات طويلة، ولم تشم رائحتهم، وأنهم نموا بسرعة بينما سرق الاحتلال لحظات ومشاعر عائلية حلوة في سنوات الاعتقال.
تحدثت أماني عن لحظات الحزن العميقة عندما كان ابنها آدم (3 سنوات) يزورها في السجن ويسألها من خلف الزجاج: “شو اسمك يا ماما؟”
وأضافت أنها توقعت الصفقة منذ أكتوبر الماضي، حيث تعرضت لتصعيد قمعي من قبل قوات الاحتلال قبل الإفراج، وأوضحت أنها تعلمت بموعد الصفقة صباح الجمعة ونقلت إلى سجن المسكوبية في القدس حيث كان والدها ينتظرها.
وختمت حديثها بأن أخبار غزة كانت تشغل الأسيرات، وعقب الإفراج بدأت تسأل عن أهلها في غزة، معبرة عن حزنها للشهداء وتمنياتها بالشفاء للجرحى.
يُشير إلى أن الاحتلال فرض قيودًا على ذوي الأسرى المحررين بمنع الاحتفال بالإفراج، وصادر الحلوى من منزل أماني.
تعامل لا إنساني
“مرح باكير، الأسيرة المحررة، تكشف عن قسوة ظروف الاعتقال: “الإدارات السجنية غير إنسانية”
توضح مرح باكير، الأسيرة المحررة من القدس، أن ظروف اعتقال الأسيرات تعتبر صعبة، حيث تفتقر إدارات السجون إلى الإنسانية في التعامل مع الأسرى، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن. وتضيف أن الإذلال استمر حتى اللحظة الأخيرة، حيث تجاوزت فترة الحرب كل الخطوط الحمراء، وتعرضت الأسيرات للاعتداء بالضرب ورشهن بالغاز، وصادروا حتى الأشياء الخاصة.
وتتحدث باكير عن تجربتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث تعرضت الأسيرات في ذات اليوم للضرب والرش بالغاز، وكانت هي نفسها تعرضت للعزل الانفرادي في سجن الجلمة، مشيرة إلى التدخل في خصوصيتها، حيث تمت محاولة خلع حجابها وملابس الصلاة.
توضح أيضًا أن ظروف العزل كانت قاسية، حيث وضعت لها كاميرات في الغرفة تكشف حتى المرحاض.
وتفصل باكير حول معرفتها بوجود صفقة قبل أيام، وكيف تعلمت يوم الجمعة بموعدها ووجود اسمها في القائمة، وتقول: “دائمًا كنت أحكي للأسيرات متأملة أن أروح بصفقة”.
مساء الأمس، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 39 امرأة وطفلاً بموجب اتفاق الهدنة مع حركة حماس. يتضمن الاتفاق إطلاق 50 أسيرًا إسرائيليًا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى قطاع غزة.
ووفقًا لمعطيات هيئة شؤون الأسرى، يعتقل الاحتلال نحو 350 طفلاً، إضافة إلى نحو 90 سيدة، من بين نحو 8 آلاف أسير.”