قلق دولي إزاء استهداف المرافق الصحية في غزة، وإسرائيل تواصل احتجاز 26 فردًا من الكوادر الطبية
أبدت الأمم المتحدة قلقها إزاء استهداف المرافق الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع المحاصر أن إسرائيل ما زالت تحتجز 26 من الكوادر الطبية.
في سياق ذي صلة، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وقوع 203 هجومًا على المرافق الصحية في غزة و224 في الضفة المحتلة منذ اندلاع “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وفي هذا السياق، أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن القلق تجاه هذه الهجمات ينبغي أن يكون ذو أولوية، مشددًا على أنه يجب تجنب استخدام المرافق الصحية في سياق النزاع.
وفي إجابته على الانتقادات التي وجهت لتصريحات الأمم المتحدة حول الأوضاع في غزة، أشار دوجاريك إلى أنهم يتعرضون لانتقادات شاملة من جميع الجهات، مؤكدًا أهمية استخدام المصطلحات بحذر.
وبخصوص الوضع المائي في غزة، أوضح دوجاريك أنه على الرغم من الهدنة الإنسانية، لا يزال هناك تحسن غير كاف في توفير المياه لشمال غزة، مشيرًا إلى استمرار إغلاق مرافق إنتاج المياه بسبب نقص الوقود والأضرار الناتجة عن الهجمات.
في تصريحه الذي أدلى به عند الساعة 02:11، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن منظمته استلمت بيانات حول عدد الضحايا من وزارة الصحة في غزة، معتبرًا أن الأرقام المعلنة صحيحة. وأشار إلى أن الأمم المتحدة ترحب بتمديد الهدنة الإنسانية في غزة، مع مواصلة الدعوة إلى وقف إطلاق النار بسبب الأسباب الإنسانية.
وكانت منظمة الصحة قد سجلت 427 هجومًا نفذته إسرائيل على المنشآت الصحية في القطاع المحاصر والضفة المحتلة منذ بداية النزاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت المنظمة أن هذه الهجمات نتجت عن فقدان حياة 560 شخصًا في غزة و6 أشخاص في الضفة، إلى جانب إصابة 718 آخرين في غزة و40 في الضفة.
استهداف الكوادر الطبية
في سياق آخر، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يحتجز 26 فردًا من الكوادر الصحية، بما في ذلك مدير عام مجمع الشفاء الطبي، السيد محمد أبو سلمية. ودعت الوزارة الجهات الدولية إلى “اتخاذ إجراءات فورية وفعّالة للضغط من أجل إطلاق سراحهم”.
في حادثة ذات صلة، اقتحم الجيش الإسرائيلي في 14 نوفمبر الجاري مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة بعد حصار دام عدة أيام، تخللته اشتباكات مع مقاتلي المقاومة. وفي 25 نوفمبر، أكدت منظمة الصحة أنها لا تملك معلومات حول مصير مدير مستشفى الشفاء، مشيرة إلى أن أبو سلمية اعتقل مع خمسة آخرين من العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء مشاركتهم في مهمة إجلاء مرضى قادتها الأمم المتحدة.
وفي سياق آخر، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الأربعاء، من كارثة صحية في غزة. وأكد أن الظروف المعيشية الصعبة في القطاع ونقص الرعاية الصحية قد تؤدي إلى وقوع أمراض تؤدي إلى المزيد من الوفيات بسبب القصف الإسرائيلي.
وأشار إلى أن حاجة السكان في غزة البالغ عددهم 1.3 مليون شخص إلى المأوى والمعيشة في ظروف صحية صعبة أصبحت أمرًا ماسيًا. وأكد أن الاكتظاظ ونقص الغذاء والمياه ونقص الرعاية الصحية وصعوبة الوصول إلى الأدوية أدت إلى انتشار الأمراض بشكل واسع، منها التهابات الجهاز التنفسي والجرب والإسهال والطفح الجلدي واليرقان وغيرها.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشدي إسرائيل الحصار على غزة، مما يؤدي إلى قطع الكهرباء والمياه ومنع إدخال إمدادات الغذاء والدواء والوقود. رغم الهدنة الإنسانية المؤقتة التي بدأت في 24 نوفمبر، والتي تم تمديدها لاحقًا، إلا أن المساعدات الإغاثية والطبية والوقود التي دخلت القطاع المحاصر تلبي احتياجات السكان بشكل محدود، وتشير العديد من الجهات إلى أنها لا تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان.
تعليق واحد