جنرال إسرائيلي متقاعد يؤكد: لا حل لأنفاق حماس لاتصدقوا الجيش
استنادًا إلى المعلومات التي حصلت عليها من جنود وضباط يشاركون في القتال في قطاع غزة خلال هذه الحرب، توصلت إلى استنتاج مهم. يظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والمحللون العسكريون في وسائل الإعلام بشكل عام صورة تشويهية للحقيقة بشأن عدد القتلى من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمواجهات مع قواتنا.
في هذا السياق، قدم الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك تحليلاً دقيقًا، حيث أشار إلى أن الأعداد المعلنة للقتلى من حماس تبدو مبالغًا فيها بكثير، وأن الجنود والضباط الإسرائيليين فقدوا حياتهم بشكل رئيسي نتيجة للهجمات بالقنابل والصواريخ المضادة للدبابات التي شنتها حماس.
وأكد بريك على عدم توفر وسيلة فعالة حاليًا للجيش الإسرائيلي للتعامل مع أعضاء حماس الذين يتحصنون في الأنفاق، حيث يستخدمونها لزرع القنابل وإطلاق الصواريخ على القوات المدرعة، ليختبئوا مجددًا داخلها. وأشار إلى أن التمثيل الواضح للحرب على أنها “نصر عظيم” قبل أن تنتهي المعركة يعكس رغبة الجيش الإسرائيلي والمسؤولين في تلوين الأحداث بشكل إيجابي، وذلك قبل أن يتضح الوضع الفعلي.
وفي هذا السياق، يقومون بدعوة مراسلين من القنوات التلفزيونية الرئيسية لزيارة غزة وعرض “صور النصر”، مما يجعل هذه الحرب الأكثر تصويرًا في تاريخ إسرائيل وربما في العالم، وفقًا لتقييم الجنرال المتقاعد.
وختم بريك تحليله بالتأكيد على خطورة التباهي بصور النجاح قبل تحقيق الأهداف المرجوة، وأشار إلى ضرورة الحذر والتواضع في تقديم الواقع بشكل دقيق، معتبرًا أن استمرار تلك العمليات التضليلية يمثل خطرًا كبيرًا.
فيما يتعلق بالأنفاق التي تابعت حماس حفرها، يؤكد الجنرال المتقاعد إسحاق بريك أن تدمير هذه الأنفاق سيكون مهمة تستغرق سنوات عديدة وتكلفة فادحة على إسرائيل. يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعترف الآن بوجود مئات الكيلومترات من الأنفاق الممتدة في عمق الأرض، تربط ليس فقط طول وعرض قطاع غزة، ولكن أيضًا تمتد إلى شبه جزيرة سيناء.
يركز الجنرال المتقاعد على أن الاعتماد على وهم الردع المتمثل في القدرة على ردع حماس كان السبب في تجاهل إسرائيل لتوجيه خبراتها نحو دراسة وتخطيط وتصنيع التجهيزات اللازمة لمواجهة الحروب تحت الأرض. ويشير إلى أن ذلك جعل إسرائيل تتسارع الآن للبحث عن حلول متسارعة.
ينقل عن عدة ضباط يشاركون في القتال في غزة تأكيدهم على صعوبة شديدة، إن لم يكن مستحيلة، منع حماس من إعادة بناء هيكلها حتى بعد الدمار الهائل الذي تسبب فيه الجيش الإسرائيلي في تدمير قواعدها.
ويعتبر بريك أن الحل يكمن في الابتعاد عن المناطق الحضرية الكثيفة وتنفيذ عمليات بشكل دقيق باستخدام غارات جوية وقصف، استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة. ويطرح في نهاية تحليله السؤال الحاسم: هل يمكن للسياسيين وقادة الدفاع التعامل بفعالية مع مثل هذا السيناريو، أو هل يمكنهم التفكير في حلول إبداعية تجنبنا فيها أسوأ النتائج وتجعلنا في نفس الوقت ليس أكبر الخاسرين.