اقتحامات واسعة بالضفة وإغلاق عسكري لمخيم بطولكرم
فجر اليوم الأربعاء، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات واسعة في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة. أعلنت السلطات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم منطقة عسكرية مغلقة وفرضت حظر التجوال فيه.
وفي سياق ذلك، أكد مراسلنا أن إعلان الاحتلال يعني تقييد حركة السكان تمامًا داخل المخيم، بمنع الدخول والخروج حتى للحالات الإنسانية. ولاحظ أن قوات الاحتلال مخولة بإطلاق النار على أي شخص يتجول في المنطقة المعنية.
تمت العملية برفقة قوات كبيرة من جيش الاحتلال، واستخدمت الجرافات في اقتحام مدينة طولكرم من محاورها الغربي والجنوبي، بالإضافة إلى دخولها مخيم نور شمس شرقي المدينة. ولافتًا إلى أن طائرات الاستطلاع كانت تحلق في أجواء المدينة ومحيطها ومخيماتها.
تمت محاصرة مداخل المخيم من الشمال بواسطة الاحتلال، الذي أعلن فرض حظر التجوال حتى إشعار آخر وفقًا للمنشورات التي تم توزيعها. وقد نشرت قناصات الاحتلال على أسطح بعض المباني في المنطقة، إلى جانب إجراء تفتيشات في عدة منازل داخل المخيم، مع خضوع سكانها لجلسات الاستجواب.
تطويق مستشفى
بعد فرض الحصار من قبل الاحتلال، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، وسُمِعَت دوي انفجارات متتالية في المحور الغربي لمخيم نور شمس. في سياق متصل، قامت قوات الاحتلال بحصار مستشفى ثابت الحكومي ومستشفى الزكاة في وسط مدينة طولكرم بعد اقتحامها للمنطقة.
وأفاد مراسل الجزيرة بمنع جنود الاحتلال لمركبات الإسعاف من الوصول إلى المخيم، مُبررين ذلك بأن المنطقة هي “منطقة عسكرية مغلقة”، كما قاموا باعتداء على مركبات المواطنين المتوقفة في شوارع المدينة.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى هدم جرافات الاحتلال للنصب التذكاري للشهيد مراد الباشا في ضاحية ذنابة شرق المدينة أثناء توجهها إلى المخيم. وفي حي الرشيد بالضاحية، نشرت قوات الاحتلال جنودها.
وتسببت جرافات الاحتلال في تدمير الشوارع الرئيسية والفرعية في مخيم نور شمس، إضافة إلى البنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة. يجدر بالذكر أن الاحتلال كان قد اقتحم مخيم نور شمس قبل أربعة أيام، حيث تم تدمير طرقات وبنية تحتية، وهدم عدة منازل خلال تلك الحملة.
اقتحامات واعتقالات
وفي آخر التقارير، أفاد مراسل الجزيرة باندلاع اشتباكات عنيفة في مدينة الخليل بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ضاحية البلدية ودوار التحرير، حيث تم اعتقال مواطن في منطقة ضاحية البلدية.
وفي سياق مماثل، قامت قوات الاحتلال بتوقيف مواطن من بلدة دورا جنوب الخليل، بعد اقتحامها للبلدة وتفتيش منزله.
وأشار المراسل إلى أن جيش الاحتلال، في إطار الاقتحامات المستمرة منذ معركة طوفان الأقصى في مدن وبلدات الضفة الغربية، قام بدخول قواته مدينة نابلس شمال الضفة عبر محاور متعددة.
وتأتي هذه الاقتحامات بتوجيه قوة عسكرية تضم 15 آلية انطلقت من معسكر الاحتلال في بلدة حوارة جنوب نابلس.
تمركزت القوات المقتحمة في منطقة المخفية بنابلس، حيث تم إعاقة وصول مركبات المواطنين إلى المنطقة.
في سياق مماثل، قامت قوات الاحتلال بتوقيف شاب من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت بعد إيقافه على حاجز لجنود الاحتلال غرب مدينة نابلس.
وفي أحداث متصلة، أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الرام شمال القدس المحتلة.
استخدمت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.
يتزايد عدد العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وتشير التقارير إلى ارتفاع حدة الاقتحامات والمداهمات في البلدات والمخيمات، مما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا ومئات المعتقلين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.