تكنولوجيا

“سيما”: تقنية الذكاء الاصطناعي تتوغل في عالم ألعاب الفيديو

“سيما”: الثورة الجديدة في عالم ألعاب الفيديو تعتمد على الذكاء الاصطناعي

في عالم ألعاب الفيديو، ليست الشخصيات التي يتحكم فيها بواسطة الحاسوب أمرًا جديدًا. ومع ذلك، ظهر اليوم نموذج مميز وجديد يُعرف بـ “سيما”، والذي يمثل تطورًا مذهلًا في مجال الألعاب التي تعتمد على التحكم الذاتي بواسطة الحاسوب، والذي من المتوقع أن يغير عالم الألعاب بشكل جذري.

“سيما” (SIMA) هو نموذج مطور في عالم ألعاب الفيديو، يُعرف بوكيل متعدد المهام والقابل للتعلم والتوجيه، يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي للقيام بأعمال غير مسبوقة في عالم الألعاب.

ما هو “سيما”؟


يصف مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي في غوغل ديب مايند نموذج “سيما” بأنه “وكيل ذكاء اصطناعي”، ويتميز بقدرته على التعلم من مجموعة كبيرة من البيانات وتنفيذ الإجراءات بشكل مستقل.

“سيما” قادر على أداء مجموعة متنوعة من المهام، حيث يُمثل شريكًا افتراضيًا يمكنه فهم التعليمات وتنفيذها في مختلف البيئات الافتراضية، بدءًا من استكشاف الأماكن الغامضة إلى بناء العوالم الافتراضية الخاصة.

كيف يعمل “سيما”؟


لا يمتلك “سيما” وصولًا مباشرًا إلى خوارزميات اللعبة أو القواعد الداخلية، بل يتم تدريبه من خلال مقاطع الفيديو التي توضح أساليب لعب اللاعبين العاديين. ومن خلال هذه البيانات، يتعلم “سيما” كيفية ربط التمثيلات المرئية بالإجراءات والعمليات في اللعبة، ويتمكن أيضًا من تعلم من تفاعلات اللاعبين وتوجيهاتهم.

بالإضافة إلى ذلك، “سيما” يتفاعل مع اللاعبين بنفس طريقة اللاعب البشري، حيث يتم تصميمه ليكون مساعدًا للعبة وليس خصمًا لها. يُقدم “سيما” استجابات لفظية ويعمل جنبًا إلى جنب مع اللاعبين لتحقيق الأهداف المشتركة.

ميزات “سيما”


يتميز نموذج “سيما” بميزات متقدمة تمكنه من التفاعل الفعّال ضمن بيئات الألعاب الافتراضية. ومن بين هذه الميزات:

  • القدرة على نقل المعرفة إلى بيئات متعددة: يستطيع “سيما” استخدام المعرفة والمهارات التي اكتسبها في بيئة ما لتحقيق أداء جيد في بيئة أخرى، مما يزيد من مرونته وكفاءته.
  • فهم تعليمات اللغة الطبيعية: يصمم “سيما” لفهم مجموعة واسعة من التعليمات اللغوية وتنفيذها في سياق بيئتها الحالية.
  • تنفيذ أكثر من 600 إجراء: يمكن لـ “سيما” تنفيذ أكثر من 600 إجراء مختلف، مما يسمح له بالاستجابة لمختلف المواقف والتعليمات بشكل دقيق.

تمثل “سيما” تطورًا مهمًا في عالم ألعاب الفيديو، ومن المتوقع أن تتجاوز إمكانياته الحدود التقليدية للعب الفيديو وتفتح آفاقًا جديدة لتجربة اللاعبين.

ويعتبر محرك “سيما” للذكاء الاصطناعي أحد أبرز الابتكارات في هذا المجال، حيث يتيح لـ “سيما” فهم وتنفيذ تعليمات اللغة الطبيعية بشكل دقيق، وتنفيذ العديد من الإجراءات المختلفة بناءً على تلك التعليمات.

كيف يفهم “سيما” ألعاب الفيديو؟
تجربة غوغل أظهرت أن النماذج التي تدربت على مجموعة من الألعاب الثلاثية الأبعاد تفوقت على النماذج التي تعلمت في لعبة واحدة فقط. وقد تم اختبار “سيما” على 9 ألعاب مختلفة، مثل “نو مانز سكاي” و”إيكو” و”تيرداون” و”جوت سيميليتور”، وأظهرت النتائج أداءًا جيدًا للوكيل في الألعاب التي لم يتم تدريبه عليها مسبقًا.

تتمثل التحديات الرئيسية في تقديم أداء متقارب من المستوى البشري في كل من الألعاب المرئية وغير المرئية، وهذا يتطلب المزيد من البحث والتطوير لتطوير قدرات “سيما” بشكل مستمر.

من المهم أيضًا التأكيد على أن “سيما” ليس مجرد مساعد في اللعبة، بل هو شريك للاعب يساعده على تحقيق أهدافه وإكمال المهام بنجاح. وبفضل تطويراته المستمرة، يُعَد “سيما” خطوة مهمة نحو مستقبل ألعاب الفيديو الذي يعتمد بشكل أكبر على التفاعل بين الإنسان والحاسوب.

زر الذهاب إلى الأعلى