قبول حماس مقترح وقف إطلاق النار هل يعقّد موقف بايدن؟


بعد مضي أقل من ساعة على انتهاء المكالمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعدة ساعات من صدور أوامر من جيش الاحتلال الإسرائيلي بخروج السكان النازحين من الأطراف الشرقية لمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، قامت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإعلان قبولها للمقترح المصري القطري، المدعوم من الولايات المتحدة، بشأن وقف إطلاق النار.
في سياق المفاوضات الدبلوماسية التي شهدتها القاهرة والدوحة خلال الساعات الأخيرة، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الخطط العسكرية الإسرائيلية الحالية لغزو رفح لا يمكن أن تحظى بدعم واشنطن، وأن إسرائيل لم تبذل ما يكفي للتخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة.
بعد زيارة استغرقت عدة أيام لعواصم المنطقة لحل مسألة الإفراج عن المحتجزين ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، غادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المنطقة، ملقيا اللوم على ما اعتبره رفضا من حركة حماس للمقترحات المصرية القطرية.
وبعد ذلك، عاد مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز في جولة تفاوضية بين القاهرة والدوحة، مما ساهم في توضيح الموقف الأميركي من الصفقة المطروحة.
فيما يتعلق بالموقف الداخلي، أعرب الرئيس جو بايدن عن اعتقاده بأن غزو رفح سيكون خطأ، وأكد أن واشنطن لا تؤيد هجوما من دون خطة ذات مصداقية لمساعدة المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.
تشير التقارير إلى أن الإدارة الأميركية قد قررت تأخير تسليم الذخائر إلى إسرائيل في محاولة للتأكيد على العواقب المحتملة لأي هجوم عسكري ضخم على رفح. ورفض جون كيربي تأكيد أو نفي هذه التقارير.
يخشى بايدن من أن يؤدي تصميم نتنياهو على تنفيذ اقتحام بري لرفح إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وأن يزيد هذا الأمر من الضغط الداخلي على موقفه المؤيد لإسرائيل.
وتأمل الإدارة الأميركية أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تخفيف الضغط على بايدن، خاصة في ظل الاحتجاجات والمخاوف من الفوضى المتوقعة خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي في أغسطس/آب المقبل.
تقول هايدي ماثيوز، أستاذة القانون الدولي، إن إدارة بايدن صرحت بأنها لا تدعم عملية برية في رفح في غياب خطة إنسانية موثوقة، وتحذر من أن غزو رفح سيكون خطأً يمكن أن يؤدي إلى تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل.