الفقه يهتم بتعاليم شريعة الإسلام والعقيدة بالإيمان والتصوف بتحقيق مقام الإحسان
فكيف يتم التوفيق بين الفقه والعقيدة والتصوف في زمان اختلط الحابل فيه بالنابل وأسندت الأمور لغير أهلها ’ وكثر المتفيقهون ’وفسدت العقائد تحت تأثير الجهل بالدين وتغلغل الثقافا ت الدخيلة على الأمة ’ وصار كل من ابتعد عن جوهر الدين وحقائقه يعتقد أنه أصبح متصوفا يرجع إليه في تسهيل الوصول لمقامات الإحسان .
فالخلاف رغم كونه محسوما يتجدد من وقت لآخر كلما أراد أعداء الأمة إغراقها في وحل الخلافات الشكلية والإبتعاد عن جوهر الدين الذي هوحاضنة الفكر الإسلامي وحاميه من الإنزلاق نحو المجهول .
فالورد ينبغي أن يكون من الكتاب والسنة وفيهما مايكفي ولا يحتاجان لشيخ ولا ولي.
والاستغاثة لاتكون إلا بالله وكذلك التوسل بغير الله (إذا سألت فاسال الله)ولا ينبغي أن يقول أحد قول المشركين (ماندعوهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
هذه الأمور كلها نشهد أن بعض المتصوفة يستغيث بغير الله ويتوسل بغير الله نستعيذ بالله مما أصابهم
لكني أعتقد أن هل التصوف شغلهم التصوف عن طلب العلم الذي هو فريضة على كل مسلم ومسلمة وأفضل القربات عند الله.
وهذا ما جعل أحمد بن حنبل الحسنى رحمه الله تعالى يسأل أهل زمانه
يا خائضين بحور العلم مسألة
عنها أجيبوا بأفهام زكيات
عن اشتغال شباب العصر جلهم
عن العلوم بأوراد سنيات
فهذه نعمة في الدين نشكرها
وتلك في ديننا إحدى المصيبات
إخوة الإسلام من غير المنطقي ولا من المعقول ونحن في القرن الحادي والعشرين أن يطل علينا من يشار إليهم بالبنان علما وثقافة ويدافع بالحجج الواهية عن الصوفية ويقارن بين أفعال أهلها وهم يتعبدون بها وبين أفعال لاتمت بصلة إلى العبادة .
الإخوة المتصوفة والأخوة المنكرين راجعوا ماكتب عن التصوف بالأدلة النقلية والعقلية ولا تتفرقوا (ولاتكنوا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)
تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجا وتطبيقا
يقول الشافعي رحمه الله تعالى
تبين زمانك ذا واقتصاد
فإن زمانك هذا عذاب
واقلل عتابا فما فيه من
يعاتب حين يحق العتاب
ودع ما هويت فإن الهوى
يقود النفوس إلى مايعاب
وميز كلامك قبل الكلام
فإن لكل كلام جواب
فرب كلام يمض الحشا
وفيه من المزح مايستطاب
أخيرا تسامحوا فإن الدنيا فانية ولا يبقى فيها إلا الذكر الحسن ، وكونوا كالمطر حيثما وقع نفع
سامح فإنك في النهاية فان
واجعل شعارك كثرة الغفران
وأبسط يديك لرحمة ومودة
حتى تنال محبة الرحمان
ليس التباغض من شريعة أحمد
بل إنه لبضاعة الشيطان
قابيل أغضب ربه لما قسا
وأخوه كوفئ إذ عفا بجنان
سامح أخاك وإن توعر طبعه
إن التسامح شيمة الشجعان
ما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمني ومن الشيطان
إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
محمد محمود محمد فال