إحدى قصص الألم الموجعة بغزة خالد التتري فقد ابنه وذراعه وكف بصر أمه


ملتحفا بثوب الصبر، يتأجج قلب خالد بين الهجمات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، ويعيد تجديده لمواجهة العنف غير المحدود، حيث تتسلل زوارق الاحتلال وتنقض على أرواح الأبرياء، والقذائف تمطر كالموت المستمر.
حتى أن الأيام لم تعد تأتي بعون لخالد في وجه الشدائد، إلا أنه يتقبل ألامه بسلام ورضا، ويتجاوز آلامه بروح مقاومة لا تعرف الخضوع، وابتسامة تغلب على الحزن، وإرادة تشتعل بالعزم.
قبل أقل من عام، تغيرت حياة خالد بالكامل. كان رجلا غنيا وموظفا مرموقا في شركة تكنولوجيا بغزة، إلا أن الحرب أزالت كل هذا بلا رجعة، بينما أصيب بجرح قاتل أزال أحد ذراعيه وحطم أحلامه.
خالد يتذكر بألم كيف كانت حياته “كنت محاسبا ومدير مبيعات في شركة كمبيوتر في منطقة مرموقة في غزة، وأشرف على 12 موظفا… والآن فقدت كل شيء”.
ويردد خالد، ودموعه تنهمر: “أريد أن أعود إلى حياتي الطبيعية، وأن أكون جزءا من المجتمع مرة أخرى، وأن أعود لأحضن أطفالي وأحبائي بدون عائقات”.
قصة خالد التتري، رمز للصمود والألم في وجه الظروف القاسية التي يمر بها أهل غزة، حيث تخترق الأمل أوجاعه وتشعل رغبته في الحياة والعودة إلى ما كانت عليه حياته الطبيعية قبل الدمار الذي لحق بها وبأسرته.