صحة

فقدان الطول مع التقدم في العمر: أسباب وتداعيات تآكل العظام وفقدان العضلات

هل لاحظت أن بعض الأشخاص يصبحون أقصر مع تقدم العمر؟ في الواقع، يمكن أن يصبح بعض الأفراد أقصر بعدة بوصات مع تقدمهم في السن، وذلك بسبب مجموعة من العوامل المتعلقة بتآكل العظام، ترقق الغضاريف، وتقلص العضلات.

تآكل أم انكماش؟
أوضح مقال نشر في موقع “لايف ساينس” أن الانخفاض في الطول يعود إلى مزيج من تآكل العظام، ترقق الغضاريف، وتقلص العضلات. وتختلف معدلات هذه العمليات بناءً على الجينات، التغذية، ومستويات النشاط البدني للشخص على مدار حياته.

ووفقاً للمقال، يبدأ هذا الانكماش منذ سن الثلاثين، ويزداد تدريجياً مع مرور الوقت. يبدأ تدهور العظام بعد سن الأربعين إلى الخمسين، مما يؤدي إلى تناقص الطول.

قالت ماريان هانان، عالمة الأوبئة في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمتخصصة في الشيخوخة: “نحن جميعاً نتقدم في السن بشكل مختلف بيولوجياً”، لذلك يصبح الناس أقصر مع تقدمهم في العمر.

الدراسات والتغيرات العمرية
أظهرت دراسة أجراها المعهد الوطني للشيخوخة، تابعت 2084 شخصاً على مدى 35 عاماً، أن المشاركين بدأوا يفقدون الطول من سن الثلاثين تقريباً، وأن هذا الانكماش تسارع بمرور الوقت. ووجدت الدراسة أن الرجال فقدوا في المتوسط 1.2 بوصة (3 سم) والنساء 2 بوصة (5 سم) بين سن 30 و70 عاماً. بحلول سن الثمانين، فقد الرجال 2 بوصة (5 سم) والنساء 3 بوصات (8 سم)، وذلك نتيجة لانهيار العظام مع تقدم العمر.

تكوين العظام وفقدان الكتلة
تبدأ العظام في التكون خلال الأسبوع الثامن من الحمل، وتستمر في النمو حتى منتصف العشرينيات من العمر. مع تقدم العمر، يتوقف نمو العظام ويبدأ الجسم بفقدان كتلة العظام تدريجياً، حيث يتفكك العظم القديم أسرع من قدرة الجسم على إنتاج عظام جديدة.

تقول ماريان هانان: “العظام تتكون من مصفوفة متصلة ببعضها البعض”، هذه المصفوفة تتكون أساساً من بروتين الكولاجين ومعادن الهيدروكسيباتيت. عندما يفقد الناس كتلة العظام، تضعف هذه الهياكل، مما يمكن أن يتسبب في كسور مجهرية تؤدي إلى انهيار العظام.

تأثيرات فقدان العضلات ووضعية الجسم
يلعب فقدان العضلات أيضاً دوراً مهماً في الانكماش المرتبط بالعمر، حيث تتلاشى العضلات مع التقدم في السن، وهو ما يرتبط بزيادة احتمالية فقدان العظام. نقص دعم العضلات حول الجذع يمكن أن يضعف قدرة الشخص على الوقوف منتصبا.

بالمقابل، لا توجد “حبة سحرية” لعلاج فقدان العضلات، ولكن يمكن للتدريب البدني والنظام الغذائي المحسن أن يساعدا. بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت الدراسات وجود روابط بين فقدان الطول وبعض الحالات الصحية الخطيرة، مثل مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية.

زر الذهاب إلى الأعلى