تقدم نحو تسوية لوقف إطلاق النار في لبنان وسط شروط إسرائيلية وترقب للانتخابات الأميركية
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتحقيق تقدم نحو التوصل إلى تسوية في لبنان تهدف إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، حيث أعربت مصادر أميركية عن تفاؤلها بإمكانية التوصل لاتفاق قريبًا. غير أن مصادر أخرى أفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يوافق على أي اتفاق قبل معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن المبعوثين الأميركيين، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، أحرزا تقدمًا ملحوظًا في التوصل لتسوية تهدف إلى إبعاد قوات حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، مع إنشاء آلية دولية لفرض الهدنة وضمان حرية حركة إسرائيل في حال وجود تهديدات. كما أشارت القناة إلى أن هذه التسوية تتضمن فترة تمهيدية لمدة 60 يومًا للتكيف مع شروط الاتفاق.
في المقابل، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه لا يتضمن إنشاء منطقة أمنية في جنوب لبنان.
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن إمكانية ضرب إسرائيل للبنان خلال الفترة الانتقالية قد تواجه معارضة شديدة من حزب الله والحكومة اللبنانية، باعتبارها انتهاكًا لسيادة لبنان.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن الأميركيين يأملون في إتمام الاتفاق خلال أيام، بينما أكد القادة الإسرائيليون أن هدفهم يكمن في تحييد حزب الله ومنعه من إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، ما يسمح بعودة نحو 60 ألف نازح من المناطق المتضررة.
وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إحراز “تقدم جيد” في مفاوضات لبنان، قائلاً: “بناءً على زيارتي الأخيرة للمنطقة، والعمل الجاري، حققنا تقدماً ملحوظًا في التفاهمات”. وأضاف أن “هناك المزيد من العمل المطلوب”، داعيًا إلى التوصل لحل دبلوماسي عبر وقف إطلاق النار.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أي تسوية في لبنان يجب أن تحقق أمن إسرائيل وتمكنها من مواجهة تسلح أعدائها، حسب تعبيره.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي قوله إن زيارات المسؤولين الأميركيين للشرق الأوسط تهدف إلى تهدئة التوترات، ومن غير المتوقع تحقيق تقدم ملموس في محادثات وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة مع اقتراب الانتخابات الأميركية. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يفضل انتظار معرفة هوية الرئيس الأميركي القادم قبل الالتزام بأي مسار دبلوماسي.
ويستمر التصعيد العسكري، إذ وسّع الجيش الإسرائيلي قصفه منذ 23 سبتمبر/أيلول ليشمل مختلف أنحاء لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين. ويواصل حزب الله ردوده اليومية عبر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة والقذائف المدفعية، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية ومقار استخبارية ومستوطنات.