أين إنسانية العالم الذي يتفرج على إبادة حرائر وأطفال غزة دون غذاء ودواء
يعاني المواطن الفلسطيني بغزة المرابطة معاناة لم يسبق لها في التاريخ مثيل من حيث الوحشية والهمجية والبربرية التي يمارسها جيش الإحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
بعد الضربة القاضية التي تلقاها الكيان اليهودي من طرف حركة حماس التي ترفض كبقية شعوب العالم ممارسات الإحتلال المقيتة ضد الحلم الفلسطيني الذي يريد الحرية والإستقلال عن الكيان وبناء دولته المستقلة فوق الأرض الفلسطينية التي حولها الكيان اليهودي إلى مستوطنات تمارس العبث بمصالح وأمن الفلسطينيين أصحاب الأرض المغتصبة منذ وعد بلفور المشؤوم.
ورغم العدوان الغاشم الذي تشارك فيه امريكا وحلفائها بكل وقاحة وتجرد من الإنسانية على أهل
غزة فإن المجاهدين المرابطين بغزة لايزالون يكبدون الأعداء الخسارة تلو الخسارة رغم عدم تكافؤ الطرفين من حيث العدة والعتاد ،لكن الشجاعة والحرص على الشهادة شكلت أقوى سلاح يتم استغلاله في المعركة الفاصلة بين الحق والباطل.
مرت سنة ونيف وكل العالم الغربي والعالم الإسلامي يتابع سيل المجازر وعمليات الإبادة والتهجير والإذلال التي ترتكبها إسرائيل في حق كل فلسطيني .
ومع ذالك تتابع التصريحات الكاذبة من أمريكا والغرب أنهم عاكفون على توفير الغذاء والدواء والشراب لساكنة غزة التي أصبحت أشباحا بفعل التدمير الكارثي من طرف الجيش الإسرائيلي الذي يخوض حرباً بالوكالة عن الغرب المسيحي في محاولة لطمس الهوية الإسلامية وزعزعة العقيدة الراسخة في نفوس الشعب الفلسطيني و العالم الإسلامي من أجل القضاء على الإنسان الفلسطيني الذي يحمل الذي له كامل الحق في تحرير دولته الفلسطينية مثله في ذالك مثل كافة شعوب العالم التي كافحت وجاهدت المحتلين والغزاة حتى أخذت حريتها كاملة غير منقوصة .
إن الصمت المريب والتجاهل القاتل من العالم العربي والإسلامي يطرح الكثير من الأسئلة حول حكام العالم العربي والإسلامي الذين يتسابقون لمرضاة اليهود المارقين الذين يمارسون الإبادة والتهجير القسري لشعب عربي مسلم .
كل ذنبه أنه يتشبث بأرضه ،ويرفض استعباده واستعماره من طرف الإحتلال الغاصب بشهادة كل دول وشعوب العالم .
لقد ظل الحكام العرب يدأبون في قممهم ومجالسهم الخاصة على اعتبار أن قضية فلسطين هي القضية المركزية .
لكن الحقائق تخالف مايذهب إليه زعماء العرب منذ أن أصيبت الأمة في إحتلال القدس وفلسطين لأن تفرج الحكام العرب اليوم على نساء وأطفال غزة وشيوخ غزة يثبت أن هؤلاء الحكام غالبيتهم أقرب لتصورات الكيان الصهيوني .
فمن غير المعقول تواني الحكام العرب والمسلمين على الأقل عن توفير الغذاء والدواء والشراب وتنشيط الديبلوماسية العربية لفك العزلة والحصار المفروض على شعب بأكمله سعيا لإبادته وفق نهج عنصري لامثيل له في تاريخ الإنسانية.
إن المجازر المرتكبة يوميا على مدار الساعة في حق الشعب الفلسطيني لا مبرر لها ويجب رفضها عربيا على المستوى الرسمي الذي يمارس الصمت والإستسلام للأمر الواقع الذي يفرضه المحتل الغاصب ،وكأن الشوكة العربية قد انكسرت إلى غير رجعة .
إن العرب والمسلمين للأسف الشديد إذالم يبادروا لتدارك الوحدة العربية وتقوية الرابطة الإسلامية من جديد فعليهم التكبير على أنفسهم لأن هذا التخاذل والخوف على الكراسي هو أكبر دليل على زوال ملكهم في أقرب فرصة على يد الصهاينة الذين يطبعون معهم سرا أوجهرا سعيا للحماية الأمريكية .
إن سياسة الإستسلام وتجاهل صراخ وأشلاء أطفال ونساء غزة والضفة بفعل السلاح الإسرائيلي المدمر هي أمر ليس مستياغا وغير مقبول ، وستشكل وصمة عار وشنار على جبين كل حاكم عربي ومسلم فرط في أمن وعزة أمته ، فالتاريخ ذاكرة الشعوب ولاينسى الأحداث مهما كبرت أوصغرت.
أقول للحكام العرب المتٱمرين أن عروشهم ستتهاوى بفعل ثورة شعبية لاترحم المشاركين في الإجهاز على الأمة عن طريق خيانة القضية الأولى للعرب والمسلمين .
أذكركم أيها الحكام بأنكم ستقفون جميعا أمام الله ،وحينها ماذا ستقولون للمولى عز وجل في تقاعسكم عن حماية أشقائكم في فلسطين وقد انهالت عليهم المصائب من كل حدب وصوب .
وكما يقول الثور الأسود : لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض ،فهل يستعيد الحكام العرب النائمين المبادرة ويرفعون أصواتهم عالية : أوقفوا حرب غزة لنتمكن من إنقاذ ما تبقى من أشقائنا المظلومين؟؟