تفاصيل هروب بشار الأسد من دمشق ونهاية حكمه بعد 24 عامًا
تابعت صحيفة “لوبس” الفرنسية تفاصيل هروب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وأتباعه من سوريا مع بدء قوات المعارضة المسلحة دخول العاصمة دمشق.
وأفادت الصحيفة بأن الأسد، الذي وصفته بـ”جزار دمشق”، أخفى عن أقرب المتعاونين معه نية الهروب حتى اللحظات الأخيرة، مؤكداً لهم أن الدعم الروسي قادم، وذلك رغم أن موسكو كانت قد أبلغت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني بعدم وجود أي مساعدات عسكرية. في ذلك الوقت، كانت قوات المعارضة قد شنّت هجومها على حلب.
وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول، استقبل الأسد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق، حيث بدا على وجهه الارتباك واعترف بضعف جيشه وعدم قدرته على مقاومة الهجوم الفعّال. كما كانت طهران تخشى أن تستخدم إسرائيل تدخلها كذريعة لاستهداف قواتها، مما جعل الأسد يدرك أن مصيره قد حُسم، فقرر مغادرة سوريا، التي حكمتها عائلته منذ عام 1971.
وكان الأسد في البداية يخطط للجوء إلى الإمارات، لكن طلبه رُفض، ما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التدخل، مطالبًا كلًا من تركيا وقطر بتأمين مغادرته الآمنة إلى روسيا.
في السابع من ديسمبر/كانون الأول، عقد الأسد اجتماعًا مع نحو 30 من القادة العسكريين في وزارة الدفاع، وأخبرهم، بحسب الصحيفة، أن الدعم الروسي سيصل قريبًا. ومع ذلك، لم يُخبر شقيقه الأصغر ماهر بخطة هروبه، مما اضطر الأخير للفرار بطائرة هليكوبتر إلى العراق، ومن ثم إلى روسيا.
كما بقي أبناء خال الأسد، إيهاب وإياد مخلوف، في دمشق خلال سقوطها في يد المعارضة. حاولوا الهروب إلى لبنان، لكنهم تعرضوا لكمين من مقاتلي المعارضة، حيث أصيب إيهاب بينما نجا إياد.
وفي اليوم نفسه، طلب الأسد من مستشارته السياسية بثينة شعبان إعداد خطاب له، لكنه اختفى بعد ذلك، ولم يرد على مكالماتها لاحقًا. وفي الوقت الذي كان فيه كامل صقر، مدير الإعلام في رئاسة الجمهورية، يعلن أن الأسد سيدلي ببيان قريبًا، وصلته أخبار مفاجئة في وقت متأخر من الليل تفيد بأن الجميع قد غادروا القصر. وعندما وصل إلى ساحة الأمويين، شاهد العديد من الجنود الهاربين من المجمعات الأمنية ووزارة الدفاع، مما ترك الجميع في حالة من الفوضى والارتباك.
وفي آخر مكالمة هاتفية بين الأسد ورئيس وزرائه محمد الجلالي، أخبره الأخير عن حالة الذعر في الشوارع، فرد الأسد قائلاً: “سنرى غدًا”. لكن في اليوم التالي، اختفى الأسد ولم يتمكن أحد من التواصل معه، حيث فرّ إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية، ومن ثم إلى موسكو، منهياً بذلك حكمه الذي دام 24 عامًا، وحكم عائلته الذي استمر نصف قرن.