صحة

دراسة حديثة: مركبات الشاي الأخضر قد تقي من اضطرابات القلب لدى كبار السن

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين أن بعض المركبات الموجودة في الشاي، وخاصة الشاي الأخضر، قد توفر حماية فعالة ضد اضطرابات القلب والأوعية الدموية الأكثر شيوعًا بين كبار السن. ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة الجينات والأمراض بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

الخلل الوظيفي الانبساطي للقلب.. مشكلة شائعة مع التقدم في العمر

ينبض قلب الإنسان حوالي 100 ألف مرة يوميًا، حيث تتعاون الحجرات الأربع للقلب في ضخ الدم إلى أنحاء الجسم. تتولى الأذينات استقبال الدم، بينما تضخ البطينات الدم إلى باقي الجسم. وخلال عملية الانبساط، تسترخي البطينات وتمتلئ بالدم، إلا أن الخلل الوظيفي الانبساطي يحدث عندما تفقد هذه الحجرات قدرتها الطبيعية على الاسترخاء، مما يؤدي إلى ضعف الامتلاء الدموي.

مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الاضطراب إلى قصور القلب الانبساطي، وهو حالة يصبح فيها البطينان غير قادرين على استيعاب الدم بالكفاءة المطلوبة. وتعد الشيخوخة من أبرز عوامل الخطر المرتبطة بهذه المشكلة، حيث ينتشر القصور القلبي مع الحفاظ على الكسر القذفي (HFpEF) بين كبار السن. وعلى الرغم من التطورات الطبية، لا تزال الحاجة قائمة إلى استراتيجيات وقائية أكثر فاعلية.

الشاي الأخضر.. هل يحمل مفتاح العلاج؟

أظهرت دراسات سابقة أن مركبات الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر تمتلك تأثيرًا إيجابيًا في تحسين اضطرابات القلب المرتبطة بالشيخوخة. تُعد الكاتيكينات من أقوى مضادات الأكسدة، وتوجد أيضًا في التوت والكاكاو.

ورغم ذلك، لم يحظَ التأثير الوقائي لمركب “إبيغالوكيتشين غالات” (EGCG)، وهو المكون الحيوي الرئيسي في الشاي الأخضر، على الخلل الوظيفي الانبساطي للقلب باهتمام كافٍ حتى الآن.

كيف تؤثر الكاتيكينات على صحة القلب؟

في إطار الدراسة، قام الباحثون بإعطاء فئران إناث مصابة بأمراض قلبية جرعات مختلفة من EGCG مخلوطة بمياه الشرب على مدى 6 أشهر.

وأظهرت النتائج أن الجرعات 100 و200 مليغرام يوميًا ساهمت في:
منع تطور الخلل الوظيفي الانبساطي المرتبط بالشيخوخة.
تحسين القدرة على ممارسة النشاط البدني.
تقليل موت الخلايا العضلية القلبية.
الحد من تلف الميتوكوندريا، وهو أمر حاسم لصحة القلب.

كمية الكاتيكينات في الشاي الأخضر

تختلف مستويات EGCG من علامة تجارية لأخرى، حيث يتراوح تركيزه في كوب واحد من الشاي الأخضر (235 مللترًا) بين 20 و50 مليغرامًا. ومع ذلك، ينصح الخبراء بالتحقق من نسبة الكافيين والمكونات الأخرى في الشاي المستهلك.

هل الشاي الأخضر بديل لعلاج أمراض القلب؟

على الرغم من النتائج الواعدة، لا تعني هذه الدراسة أن الشاي الأخضر علاج مباشر لأمراض القلب، أو أن استهلاكه بكميات كبيرة قد يكون مفيدًا. بل تُشير إلى أنه قد يكون مكمّلًا غذائيًا فعالًا في استراتيجيات الوقاية المستقبلية.

إذا كنت تعاني من مشاكل قلبية وتود معرفة ما إذا كان الشاي الأخضر مناسبًا لك، فمن الأفضل استشارة طبيبك قبل إدراجه ضمن نظامك الغذائي.

زر الذهاب إلى الأعلى