تحقيقاتتكنولوجيا

هل ينجح سيدي ولد سالم في إنقاذ مجموعة الشركة الموريتانية للكهرباء؟

تُعدُّ الشركة الموريتانية للكهرباء (سوملك) واحدة من أغنى المؤسسات من حيث الموارد المالية، ومع ذلك، فإنها ظلت على مدى عقود تعاني من سوء التسيير والفساد، ما أدى إلى إعادة هيكلتها مع كل إدارة جديدة. ومن أجل فرض مزيد من السيطرة على حوكمتها، تم تقسيمها إلى إدارات متعددة، لكن هذا لم يكن كافيًا للقضاء على الفساد المستشري في مفاصلها منذ التأسيس.

نفقات يتحملها المشترك رغم الموارد الضخمة

على الرغم من الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الشركة، إلا أنها تفرض على كل مشترك جديد شراء الأدوات اللازمة للربط الكهربائي، إضافة إلى التكاليف الرسمية للاشتراك. الأمر غير الطبيعي هو أن يُجبر الزبون على شراء مسند خاص بالحاسبة التي تضمن قياس استهلاك الكهرباء عبر العداد، وكأن الشركة تتخلى عن مسؤولياتها الأساسية في توفير التجهيزات الأساسية لخدماتها.

لكن المثير للدهشة، أن إدارات سوملك المختلفة تصرح بشكل متكرر بأنها تعاني نقصًا حادًا في الحاسبات، مما يعيق المشتركين الجدد عن الحصول على خدمات الكهرباء في الوقت المناسب. هذا النقص غير المبرر يثير الشكوك حول وجود شبكة فساد منظمة داخل الشركة، خصوصًا وأنها تغطي كامل التراب الموريتاني، وتجني مداخيل ضخمة من ملايين المشتركين، دون أن تتمكن من تأمين أبسط المعدات اللازمة للخدمة.

الموارد البشرية.. بين الفساد وسوء المعاملة

تعتمد الشركة على كوادر بشرية متعددة، إلا أن نسبة كبيرة منهم يعملون بصفة متعاونين، وهم الفئة التي تسببت في العديد من الأزمات داخل المؤسسة. فقد تفاقمت شكاوى الزبائن من سوء المعاملة، حيث يتعرضون للاحتيال والمراوغة من قبل بعض الوكلاء، الذين يجدون الدعم والحماية من بعض النافذين داخل الشركة. هذه السلوكيات أدت إلى تفاقم المشاكل الفنية والاجتماعية المرتبطة بالخدمات الكهربائية، ما انعكس سلبًا على ثقة المواطنين في المؤسسة.

الرهان على ولد سالم.. إصلاحات على الورق؟

عند تعيين سيدي ولد سالم مديرًا عامًا لسوملك، استبشر البعض خيرًا وعلقوا آمالًا على إجراء إصلاحات جوهرية تقضي على الفساد والتحايل المنتشر في مختلف إدارات الشركة. لكن رغم مرور فترة على توليه المنصب، لا تزال الخدمات الكهربائية دون المستوى المطلوب. فالشبكة الكهربائية الحالية لا تغطي 80% من الحاجيات الوطنية، مع استمرار الانقطاعات المتكررة التي تؤثر سلبًا على مختلف القطاعات، لا سيما الصناعة والتنمية والاقتصاد الوطني. كما أن هذه الانقطاعات المستمرة أضعفت مستويات التعليم، حيث يواجه التلاميذ صعوبة في التحصيل الدراسي بسبب عدم توفر الكهرباء لفترات طويلة.

تطوير معلق في الهواء

رغم كل الخطط التي يتم الحديث عنها لتحسين أداء سوملك، إلا أن الإنجازات على أرض الواقع لا تزال مجرد حبر على ورق. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتمكن سيدي ولد سالم من وضع الشركة على المسار الصحيح، أم أنه سيلتحق بقائمة المديرين الذين فشلوا في كبح جماح الفساد داخل هذا المرفق الحيوي؟

الجواب يبقى بيد الزمن، ولكن المؤشرات الحالية لا تبعث على التفاؤل.

زر الذهاب إلى الأعلى