الأخبار العالمية

اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للسيطرة على جسر سوبا

تصاعدت حدة المعارك اليوم الخميس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط جسر سوبا الإستراتيجي، الذي يشكل محورًا هامًا يربط غرب الخرطوم بشرقها، وسط محاولات متواصلة للسيطرة عليه.

غارات جوية واشتباكات ميدانية

أفاد مصدر عسكري سوداني للجزيرة بأن الجيش شن غارات جوية على مواقع قوات الدعم السريع عند المدخل الشرقي للجسر، في حين أكد أن القوات المسلحة والمجموعات المساندة لها باتت متمركزة في منطقة الشيخ مصطفى الفادني، التي تبعد نحو 20 كيلومترًا شرق الجسر.

وفي السياق ذاته، قال مصدر من قوات درع السودان، الموالية للجيش، إن وحداتهم تخوض مواجهات ضارية بالقرب من الجسر من الجهة الجنوبية، مشيرًا إلى مقتل ثلاثة من عناصرها خلال الاشتباكات.

أهمية جسر سوبا في المعركة

يُعد جسر سوبا نقطة استراتيجية مهمة، حيث يتيح لقوات الدعم السريع تأمين خطوط الإمداد والتحرك بين شرق النيل والخرطوم. وتشير التقديرات إلى أن سيطرة الجيش على الجسر ستؤدي إلى تضييق الخناق بشكل كبير على قوات الدعم السريع داخل العاصمة.

وتأتي هذه المعارك في أعقاب سلسلة من التقدمات الميدانية التي أحرزها الجيش في ولاية الجزيرة والخرطوم الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة، مما يعزز موقفه في النزاع المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر.

الجيش يواصل تقدمه في الخرطوم

في تطور آخر، أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش شن غارات جوية على تجمعات قوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل، القريبة من الخرطوم بحري. كما أعلن الجيش، يوم الأربعاء، عن تحقيق تقدم ميداني كبير، حيث تمكن من السيطرة على حي الرميلة ومقر الإمدادات الطبية ودار صك العملة غرب الخرطوم.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن قوات سلاح المدرعات التابعة للجيش أصبحت على مقربة من شارع الغابة، وهو طريق رئيسي يؤدي إلى وسط الخرطوم، حيث تتحصن وحدات من قوات الدعم السريع.

الدعم السريع: معركة الخرطوم مستمرة

في المقابل، قال عمران سليمان، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إن قواته مستعدة لما وصفه بمعركة الخرطوم، مضيفًا أن “العاصمة ستكون مقبرة للغزاة والمأجورين”، على حد تعبيره. كما أشار إلى أن الحرب في السودان اقتربت من نهايتها، رغم الانتكاسات التي تعرضت لها قوات الدعم السريع مؤخرًا.

الوضع الإنساني المتدهور

منذ اندلاع الصراع المسلح في منتصف أبريل/نيسان 2023، أسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 14 مليونًا، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن الحصيلة الفعلية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.

ومع استمرار المعارك الضارية في الخرطوم ومحيطها، يواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف القتال وإيجاد حل سياسي ينهي النزاع المستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى