انتقادات واسعة للنسخة الـ13 من مهرجان مدائن التراث بفعل البيروقراطية وسوء التنظيم


واجهت النسخة الـ13 من مهرجان مدائن التراث، التي تُقام حاليًا في مدينة شنقيط التاريخية، انتقادات واسعة بسبب غياب التنسيق، وافتقار التنظيم إلى الانسيابية المعهودة في مثل هذه التظاهرات الثقافية المهمة.
بيروقراطية إدارية وغياب الشفافية
يؤكد متابعون أن هذه النسخة تجاهلت مبدأ إشراك الجميع بسبب البيروقراطية الإدارية، مما أدى إلى عسكرة المهرجان، وتقييد حركة المشاركين، ومنع بعضهم أحيانًا من الدخول، وسط استياء واسع من الجهات الشعبية والرسمية.
كما أشار مراقبون إلى أن الفوضى في تسيير المهرجان أثرت سلبًا على الأهداف التنموية التي رسمها فخامة رئيس الجمهورية: محمد ولد الشيخ الغزواني ، حيث يُفترض أن تسهم هذه التظاهرة في ضخ موارد مالية معتبرة لدعم سكان المدينة التي تستقبل آلاف الضيوف، وخلق حراك اقتصادي وثقافي يعكس مكانة شنقيط التاريخية.
تقصير وزارة الثقافة وسوء إدارة الفقرات
تعرضت وزارة الثقافة لانتقادات حادة بسبب غياب مسؤوليها عن المشهد وضبابية خطة التسيير، ما جعل الكثيرين يعتبرون أن الفوضى لم تكن مجرد خطأ تنظيمي، بل ربما كانت مقصودة للتأثير على المسار المهني لقيادات بارزة في المشهد الحكومي.
كما لوحظ أن فرق التنظيم تفتقر إلى الكفاءة والخبرة، حيث لم تكن هناك معايير واضحة للتعامل مع الإعلاميين والمحاضرين، ما أدى إلى إرباك فقرات المهرجان وإخراجها بصورة باهتة لا تليق بأهميته التاريخية والثقافية.
النقطة المضيئة: الخطاب الوزاري
رغم كل أوجه القصور، فإن الخطاب الذي ألقاه معالي وزير الثقافة:الحسين أمدو بحضور رئيس الجمهورية وضيوف المهرجان.
وقد كان فعليا أبرز اللحظات الناجحة، حيث حظي بإشادة واسعة ولاقى استحسان الجميع.
دعوات للإصلاح قبل فوات الأوان
في ظل هذه الأوضاع، يطالب العديد من المهتمين بالشأن الثقافي بضرورة إصلاح ما تبقى من الفقرات المتبقية في المهرجان، والعمل على تجاوز الأخطاء التنظيمية لضمان نجاح النسخ القادمة، وتعزيز مكانة مدائن التراث كمحفل ثقافي يعكس الهوية الموريتانية بكل تجلياتها.
التحرير:(موفد الموقع)