تكنولوجيا

تخوفات من تداعيات إنهاء ميتا لبرنامج التحقق من الأخبار: هل ستغرق منصاتها بالأخبار الزائفة؟

أثارت خطة مجموعة ميتا لإنهاء برنامجها للتحقق من صحة الأخبار في الولايات المتحدة قلق خبراء مكافحة المعلومات المضللة، الذين حذروا من أن منصات كبرى مثل فيسبوك وإنستغرام قد تتحول إلى أرض خصبة للأخبار الزائفة، على غرار ما يحدث على منصة إكس التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، وفقًا لتقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، قد أعلن في وقت سابق عن استبدال المتخصصين الخارجيين في التحقق من المعلومات بنظام ملاحظات مجتمعية يمكن لجميع المستخدمين المساهمة فيه، وذلك قبل أيام من تنصيب دونالد ترامب في البيت الأبيض.

وتعد مكافحة المعلومات المضللة قضية مثيرة للجدل في الولايات المتحدة، حيث يعتبرها بعض المحافظين أداة للرقابة على حرية التعبير، وهو ما ينفيه الخبراء. وقد برر زوكربيرغ قرار مجموعته بالتأكيد على أن الخطوة ستساهم في تقليل المحتوى الضار الذي يظهر على منصاتها، بينما اعتبر أن هذا التحول ضروري لتعزيز “حرية التعبير”.

وفي هذا السياق، أوضحت نورا بينافيديز، الخبيرة في منظمة “فري برس”، أن “التحول من آليات التحقق الرسمي إلى أدوات تشاركية مثل ملاحظات المجتمع في منصة إكس فشل سابقًا”. وأضافت أن منصة إكس “لم تتمكن من التعامل مع الحجم الهائل للمعلومات المضللة والمحتوى العنيف” بعد أن غيّر إيلون ماسك اسم تويتر إلى إكس في عام 2022، وألغى الفرق المسؤولة عن مكافحة الأخبار الزائفة.

وأشار الباحثون إلى أن التحقق من صحة الأخبار من خلال الجمهور قد يكون فعالًا إذا تم بشكل صحيح، لكن ذلك لا يجب أن يحل محل التحقق المهني من الحقائق. وأوضح غوردون بينيكوك، الباحث في جامعة كورنيل، أن “التحقق من الحقائق عبر الجماهير قد يعزز المعتقدات الخاطئة إذا كان يتم في بيئة تغلب فيها المعلومات المضللة”.

من جانب آخر، حذرت روزا كيرلينغ، المديرة التنفيذية المشاركة في شركة “فوكسغلوف”، من أن الخطوة المقبلة لزوكربيرغ قد تشمل تقليص عدد المشرفين على المحتوى بشكل أكبر، بما في ذلك أولئك المسؤولين عن إزالة المحتوى العنيف وخطاب الكراهية. كما أعلنت ميتا عن نقل فرق الإشراف على المحتوى إلى ولاية تكساس الأكثر محافظة.

وتثير التغييرات الأخيرة في سياسات ميتا، التي تركز على الإشراف على المحتوى، قلقًا بشأن التراجع عن مكافحة خطاب الكراهية أو المضايقات الإلكترونية ضد الأقليات. وقد أُدرجت في إرشادات المجتمع الجديدة منصات ميتا السماح بادعاءات مرتبطة “بالمرض العقلي أو الشذوذ”، التي تتعلق بالجنس أو التوجه الجنسي.

وفي هذا السياق، حذرت سارة كيت إليس، رئيسة مجموعة المناصرة “غلاد”، من أن التخلي عن سياسات مكافحة خطاب الكراهية يجعل منصات ميتا “أماكن خطيرة”، حيث يمنح ذلك الضوء الأخضر لمهاجمة الفئات المهمشة مثل المثليين والمثليات، والمتحولين جنسياً، والنساء، والمهاجرين.

زر الذهاب إلى الأعلى