صحة

الندوب الجلدية: أسبابها، أنواعها، وأحدث طرق العلاج

الندوب هي آثار جلدية تنشأ نتيجة إصابات أو جروح، وقد تؤثر على مظهر البشرة، مما يسبب إزعاجًا للبعض. في هذا التقرير، نستعرض أسباب ظهور الندوب، أنواعها المختلفة، وأحدث العلاجات التي تساعد على تحسين مظهر الجلد وتقليل آثارها.

ما هي الندوب؟

توضح الدكتورة سلام عبد الله رجوب، اختصاصية الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر، أن الندبة عبارة عن نسيج تليفي يحل محل النسيج الطبيعي بعد أي إصابة أو جرح في البشرة، وهي جزء من عملية التئام الجلد وتجديده.

أنواع الندوب

تشير الدكتورة سلام إلى أن الجروح قد تترك أشكالًا مختلفة من الندوب، أبرزها:

  • الندوب الطبيعية: خطوط رفيعة وغير مؤلمة، غالبًا لا تتطلب علاجًا خاصًا.
  • ندبة الجدرة (Keloid): ناتجة عن فرط نمو الأنسجة، حيث يتجمع الكولاجين بطريقة غير منتظمة، مما يؤدي إلى تكوين نسيج سميك يمتد خارج حدود الجرح، وغالبًا ما تصاحبها حكة أو ألم.
  • الندوب المتضخمة (Hypertrophic Scars): مشابهة لندب الجدرة لكنها تظل ضمن حدود الجرح الأصلي، وتكون سميكة ومرتفعة عن سطح الجلد.
  • ندوب تمدد الجلد (Stretch Marks): تظهر عند تمدد الجلد أو تقلصه بسرعة، وتبدأ بلون أحمر قبل أن تتحول إلى الأبيض.
  • ندوب حب الشباب (Acne Scars): تأخذ أشكالًا متعددة مثل الحفر أو الندب العميقة، وقد تكون دائرية أو حادة الحواف.

أسباب تكون الندوب

يعود تشكل الندوب إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • العوامل الوراثية والطبيعة الجلدية: بعض الأشخاص أكثر عرضة لتكوّن الندوب، خاصة أصحاب البشرة الداكنة.
  • فصيلة الدم: هناك دراسات تشير إلى أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم A أكثر عرضة لندوب حب الشباب.
  • التدخين والعبث بالبثور: يفاقم تكوّن الندوب، خاصة في حالات حب الشباب.
  • الأمراض الجينية: قد تؤثر بعض الحالات الوراثية على إنتاج الكولاجين، مما يزيد من احتمال ظهور الندوب.

علاج الندوب

تنقسم العلاجات إلى منزلية واحترافية وفقًا لنوع الندبة وشدتها:

العلاجات المنزلية:

يمكن لبعض المنتجات التي تحتوي على الساليسيليك أسيد أو الريتينول تحسين مظهر الندوب، لكن يجب استخدامها تحت إشراف طبيب مختص.

العلاجات الطبية المتخصصة:

توصي الدكتورة رجوب بالعلاجات التالية حسب نوع الندبة:

  • ندب الجدرة والندوب المتضخمة: تُعالج بحقن الستيرويدات الموضعية، العلاج بالتبريد (Cryotherapy)، الليزر النبضي (PDL Laser)، أو الجراحة لإزالة الندبة.
  • ندوب حب الشباب وتشققات الجلد: تشمل العلاجات التقشير الكيميائي، الليزر، الإبر الدقيقة (Microneedling)، أو استخدام المواد المالئة (Fillers) لملء الندب العميقة.

أحدث العلاجات لتخفيف آثار الندوب

تقول الدكتورة ندى زايد، اختصاصية التجميل الطبي، إن التطورات الحديثة ساهمت في تحسين مظهر الندوب، ومن أبرز التقنيات المتاحة:

  • الليزر الجزئي (Fractional Laser): يحفز إنتاج الكولاجين، مما يساعد على تحسين ملمس البشرة وتقليل الندوب.
  • البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): تحفّز تجديد الخلايا وتحسن مرونة الجلد.
  • التقشير الكيميائي العميق: يُستخدم لإزالة الطبقات التالفة من الجلد، مما يحسن الندوب السطحية.
  • المواد المالئة (Fillers): تملأ الندوب العميقة لتحسين مظهر الجلد.
  • الترددات الراديوية بالإبر الدقيقة: تحفّز إنتاج الكولاجين وتحسن نسيج البشرة.

اختيار العلاج الأنسب

يعتمد اختيار العلاج على نوع الندبة وخصائصها، لذلك يُنصح بـ:

  1. استشارة طبيب مختص لتقييم حالة الندبة.
  2. تحديد العلاج بناءً على نوع الندبة:
    • ندوب حب الشباب: يُفضل الليزر الجزئي أو الإبر الدقيقة.
    • الندوب الجراحية: يمكن علاجها بالليزر أو السيليكون الموضعي.
    • الندوب المتصبغة: يُستخدم لها التقشير الكيميائي أو الليزر.

الآثار الجانبية ومدة العلاج

رغم فعالية العلاجات، قد تحدث بعض الآثار الجانبية مثل الاحمرار أو التورم المؤقت، ويمكن التعامل معها باستخدام مرطبات وكريمات مهدئة. أما مدة العلاج فتختلف حسب نوع الندبة، حيث تحتاج الندوب السطحية إلى جلسة واحدة، بينما قد تتطلب الندوب العميقة من 3 إلى 6 جلسات بفواصل زمنية تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع.

الوقاية: الخطوة الأهم في تجنب الندوب

تشدد الدكتورة سلام على أن الوقاية هي الحل الأمثل لتجنب تفاقم الندوب، وذلك من خلال:

  • علاج حب الشباب والالتهابات الجلدية مبكرًا.
  • تجنب العبث بالبثور أو الجروح.
  • استخدام مستحضرات طبية موثوقة.
  • الالتزام باستخدام واقي الشمس يوميًا لحماية البشرة.

خاتمة

مع توافر تقنيات متطورة لعلاج الندوب، يمكن لكل شخص اختيار الحل الأنسب وفقًا لحالته، مع أهمية العناية المستمرة بالبشرة والوقاية من العوامل التي تؤدي إلى ظهورها.

زر الذهاب إلى الأعلى