شركة تجسس إسرائيلية تستهدف الصحفيين والمجتمع المدني عبر واتساب

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن شركة باراغون سولوشنز، المتهمة باختراق عشرات حسابات المستخدمين عبر تطبيق واتساب، أسسها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، ويديرها إيهود شنايرسون، القائد السابق لوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي والمتخصصة في الأمن السيبراني.
تورط وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيع برمجيات التجسس
وأوضحت الصحيفة أن الشركة قامت ببيع برنامج “جرافيت” لجهات “إنفاذ القانون” في كل من إسرائيل، أوروبا، والولايات المتحدة، وذلك بإشراف من وزارة الدفاع الإسرائيلية، ما يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الشركات الخاصة والجهات الرسمية في تجارة برمجيات المراقبة.
واتساب يكشف الاختراق ويتخذ إجراءات
- أكد مسؤول في واتساب، التابع لشركة ميتا، أن باراغون سولوشنز استهدفت عشرات المستخدمين، بينهم صحفيون وأعضاء في المجتمع المدني.
- بعد اكتشاف عملية الاختراق، أرسل واتساب خطابًا رسميًا إلى باراغون يطالبها بوقف نشاطها.
- شددت واتساب في بيانها على أنها “ستواصل الدفاع عن حق المستخدمين في التواصل بخصوصية”، بينما رفضت شركة باراغون التعليق على الاتهامات.
- تمكن فريق واتساب الأمني من رصد محاولة اختراق استهدفت نحو 90 مستخدمًا، وأكد أنه عرقل الهجوم لاحقًا.
- ورغم التأكيد على مسؤولية باراغون، لم يكشف واتساب عن هوية المستهدفين أو أماكن وجودهم، لكنه أوضح أن الاختراق شمل شخصيات بارزة من المجتمع المدني والإعلام.
تجارة برامج التجسس.. مخاطر متزايدة
تعتبر باراغون جزءًا من سوق متنامٍ لشركات تطوير برامج التجسس، حيث يتم الترويج لهذه الأدوات على أنها أدوات لمكافحة الجريمة وتعزيز الأمن القومي.
لكن في المقابل، تم رصد برمجيات تجسس مماثلة على هواتف صحفيين وناشطين وسياسيين معارضين في عدة مناسبات، بل ووصلت عمليات المراقبة إلى 50 مسؤولًا أميركيًا، مما أثار مخاوف عالمية بشأن الاستخدام غير المنضبط لهذه التكنولوجيا.
“بيغاسوس”.. نموذج آخر لبرمجيات التجسس الإسرائيلية
منذ عام 2021، كشفت تقارير إعلامية دولية أن برنامج “بيغاسوس”، الذي تنتجه شركة NSO Group الإسرائيلية، استُخدم من قبل عدة حكومات للتجسس على معارضين وصحفيين وناشطين سياسيين حول العالم.
ويتميز “بيغاسوس” بقدرته على اختراق هواتف المستهدفين والتنصت على مكالماتهم، ومراقبة البريد الإلكتروني، والتقاط الصور، وتسجيل المحادثات دون علمهم.
وكانت صحيفة هآرتس قد نشرت قائمة بجميع الضحايا المؤكدين الذين تعرضوا للاختراق باستخدام “بيغاسوس”، مما يسلط الضوء على التهديدات التي تواجه الصحفيين والمجتمع المدني في العصر الرقمي.