الأخبار العالمية

تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا: صراع نفوذ ومخاوف من صدام مباشر

تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية حاليًا فترة من التوتر والقطيعة بسبب الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الحرب في غزة والتطورات الجديدة في سوريا. إسرائيل تستغل هذه التطورات لشن هجمات جوية تستهدف القدرات العسكرية السورية، بينما تسعى تركيا إلى دعم السوريين في بناء جيش جديد مجهز بالتقنيات والمعدات اللازمة.

التوترات بين تركيا وإسرائيل تصل إلى أوجها الأمنية والعسكرية بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث قامت إسرائيل بسلسلة من الغارات الجوية بعد سيطرة القوات السورية على دمشق. هذه الغارات أدت إلى تدمير معدات وثكنات عسكرية، مع توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، مما أثار انتقادات حادة من الجانب التركي.

في الأشهر الأخيرة، دخلت أنقرة في محادثات مع دمشق لإنشاء قواعد عسكرية تركية في سوريا، بهدف تعزيز التعاون الدفاعي وتدريب الجيش السوري الجديد بعد هيكلته الجديدة، وتزويده بالمعدات العسكرية اللازمة.

إسرائيل، بدورها، رفضت هذه الخطوات معتبرة أنها تشكل تهديدًا لأمنها المستقبلي، واتهمت حكومة دمشق بالإرهاب، مع تأكيدات على التزامها باتفاقية فصل القوات لعام 1974.

التصعيد الأخير شمل قصف إسرائيلي لقاعدة تيفور قرب تدمر ومطار حماة العسكري، مما يعكس التوتر المتصاعد بين الطرفين. هذا التصعيد يأتي في سياق مناقشات داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التصدي للتأثير التركي المتزايد في سوريا، الذي تعتبره إسرائيل استبدالًا للنفوذ الإيراني السابق.

التحليل العسكري الإسرائيلي يشير إلى أن تركيا توسع نفوذها في سوريا كجزء من استراتيجيتها للسيطرة على خطوط الطاقة والغاز في شرق البحر المتوسط، ولعرقلة مشاريع إسرائيلية ومصرية في هذا المجال، مما يزيد من التوتر بين البلدين.

العلاقات التركية الأميركية لعبت دورًا في تخفيف التوترات بين تركيا وإسرائيل، مع التأكيد من الجانب التركي على رغبته في تجنب المواجهة مع إسرائيل في سوريا، في حين انتقدت تل أبيب السلوك العدواني الإيراني في المنطقة.

مع احتمالات متزايدة للتصعيد، يظل الوضع في سوريا متوترًا بين تركيا وإسرائيل، مع تفاقم الخلافات الإقليمية والاستراتيجية بين الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى