أوكرانيا تعترف بتنفيذ “حرب رموز” ضد موسكو، فيما تتعرض العاصمة كييف ومدينة أوديسا لهجمات من طائرات مسيّرة روسية
استمرت الهجمات المتبادلة بالطائرات المسيرة بين موسكو وكييف، حيث أقر أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني بأن بلاده تشن “حرب رموز” من خلال استهداف أبراج العاصمة الروسية، وهو أول إقرار رسمي من نوعه.
صباح اليوم الأربعاء، تعرضت العاصمة كييف ومنطقة أوديسا جنوبي أوكرانيا لهجمات بالطائرات المسيرة، وفقًا لتأكيد من مسؤولين أوكرانيين. الوضع يشهد استمرار التوتر والتصاعد في المنطقة، وتزداد خطورة الاشتباكات المسلحة بين الجانبين.
ذكر رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، ومسؤول عسكري أن وحدات مضادة للطائرات تمكنت من إسقاط طائرات مسيرة هاجمت العاصمة في ساعة مبكرة، ولحسن الحظ، لم يُبلغ عن وقوع إصابات.
وبحسب كليتشكو، سقط حطام المسيرات في 3 مناطق بكييف، حيث وقع في منطقة سولوميانسكي وسط المدينة مسبباً أضرارًا في مبنى غير سكني، وأيضاً في منطقة سياتوشين غربي العاصمة حيث اشتعلت النيران في شجرة. بالإضافة إلى ذلك، سقط حطام في فناء منطقة هولوسيفسكي بالقرب من وسط المدينة، مما أدى أيضًا إلى اشتعال النيران في مبنى غير سكني.
هذه الهجمات تأتي في إطار استمرار التوترات والاشتباكات المسلحة بين الجانبين، وتعكس خطورة التصاعد الأمني في المنطقة.
استهداف مرفأ
أعلن حاكم مقاطعة أوديسا، أوليغ كيبر، أن طائرات مسيرة روسية هاجمت مرفأ ومنشآت تخزين الحبوب في المقاطعة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، مما أدى لاشتعال النار في بعضها دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن المسيرات أتت من البحر الأسود وتحركت غربًا على طول نهر الدانوب باتجاه ميناء إسماعيل، وهو مرفأ رئيسي يتم من خلاله تصدير الحبوب الأوكرانية إلى ميناء روماني على البحر الأسود.
من جهة أخرى، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية نفذت 75 غارة على الأراضي الأوكرانية وأطلقت صاروخًا مجنحًا (كروز) و68 مقذوفًا من راجمات الصواريخ خلال الساعات الـ 24 الماضية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وإلحاق أضرار بمنشآت للبنية التحتية.
وأضاف البيان الصادر عن الهيئة – في صباح اليوم – أن هناك أكثر من 40 معركة جرت بين الطرفين على خطوط المواجهة، ونفذت الطائرات الأوكرانية 8 غارات على مناطق تمركز القوات الروسية وأماكن إطلاق الصواريخ ومواقع المدفعية.
وأشار البيان إلى أن القوات الأوكرانية تمكنت من صدها للهجمات الروسية في محاور باخموت وليمان ومارينكا وأفدييفكا في مقاطعة دونيتسك شرق البلاد، في حين استمرت الهجمات الأوكرانية في المحاور مليتوبول وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا جنوب البلاد.
أبراج موسكو
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من إحباط محاولة لاستهداف مناطق حيوية وسط موسكو بالطائرات المسيرة. وهذا هو ثالث هجوم من هذا النوع يستهدف العاصمة خلال أسبوع.
وأوضحت الوزارة الروسية أن إحدى المسيّرات تسببت في أضرار لأحد أبراج منطقة موسكو سيتي التجارية، والتي تضم مقار لثلاث وزارات. فيما وصفت وزارة الخارجية الروسية الهجوم بأنه “عمل إرهابي”.
من جانبه، أكد رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة في سماء المدينة.
ووصف الكرملين الهجوم بالمسيّرات على موسكو بأنه “عمل يائس” من قبل أوكرانيا بسبب انتكاساتها في ساحة المعركة، وفقًا لتصريحاته.
من جهة أخرى، أكد أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، أن بلاده تشن “حرب رموز” باستهداف أبراج موسكو، وهذا هو أول إقرار رسمي بهذه الهجمات التي عادة ما لا تعلن كييف مسؤوليتها عنها.
في السياق نفسه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الحرب تعود تدريجياً إلى أراضي روسيا وتستهدف مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية.
من جانب آخر، هدد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك بشن المزيد من الهجمات بواسطة طائرات مسيرة “مجهولة الهوية”، وأوضح أن الحرب قد تنتقل قريبًا بشكل كامل إلى أراضي روسيا.
هذه التصريحات تعكس استمرار التوتر العسكري وتصاعد الصراعات بين البلدين، وتبين أنه لا يزال هناك احتمالات لمزيد من التصعيد في المستقبل.