مستشار رئيس النيجر المعزول محمد بازوم يكشف ظروف احتجازه، وتلقى رئيس النيجر السابق اتصالاً من واشنطن
مستشار رئيس النيجر المعزول، محمد بازوم، كشف جانبًا من ظروف احتجاز الرئيس السابق الذي يواصل استقبال اتصالات من قادة ومسؤولين غربيين، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
أفاد الحسن المستشار الخاص لبازوم لشبكة الجزيرة أن قادة الانقلاب يقيدون حرية حركة الرئيس بازوم، حيث فصلوا التيار الكهربائي عنه منذ ساعات. وأشار إلى أنهم شددوا إجراءات الحراسة عليه داخل القصر الرئاسي منذ الانقلاب الذي وقع قبل أسبوع.
وظهر بازوم لأول مرة بعد 4 أيام من الانقلاب إلى جانب الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، حيث التقى بهما قادة عسكريون في القصر الرئاسي للتوسط في محاولة لإنهاء الأزمة.
وفي ظل الضغوط الدولية والدعوات لإنهاء الانقلاب، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بازوم، في اتصال هاتفي أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة ملتزمة بإعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا إلى السلطة.
الانقلاب جاء بعد اتهام الرئيس السابق بالفشل في التصدي للأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد التي تعاني من الفقر وتشهد هجمات متكررة من جماعات مسلحة.
رفض التهديدات والضغوط
أعلن الجنرال تياني، رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أن “المجلس الوطني لحماية الوطن” لن يستجيب لعقوبات مجموعة الدول الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، التي تضم 15 دولة.
وفي خطاب تلفزيوني بثه التلفزيون الرسمي في ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا، وصف تياني العقوبات بأنها غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية، وذلك في إشارة إلى بعض الإجراءات التي اتخذتها “إيكواس” لاستعادة النظام الدستوري، من بينها وقف نيجيريا إمدادات الكهرباء للنيجر.
وأكد قائد الانقلاب أن المجلس العسكري يواجه تدخلات خارجية ترفض توليه السلطة، وأكد أن ما قام به العسكريون جاء لصالح شعب النيجر. وأضاف أنه لا شيء سيعرقل المسار الانتقالي والحفاظ على السيادة الوطنية، مؤكدا أن قوات الدفاع لن تنقسم ولن تتقاتل من أجل غايات سياسية.
على جانب آخر، فقد قطعت نيجيريا الكهرباء عن النيجر التي كانت تزودها بـ 70% من حاجتها للطاقة، وبدأت كل من بنين ونيجيريا وساحل العاج تطبيق العقوبات التي فرضتها “إيكواس” على المجلس العسكري. هذه العقوبات تأتي في سياق محاولات المجموعة الإقليمية لإعادة النظام الديمقراطي إلى النيجر وتأمين استقرار المنطقة.
استعادة الديمقراطية
قبل ساعات من خطاب تياني، أكد رؤساء أركان دول “إيكواس” خلال اجتماعهم في أبوجا على عزمهم استعادة الديمقراطية في النيجر “مهما بلغت التحديات”.
وقال رئيس الأركان النيجيري كريستوفر موسى إن الانقلاب في النيجر يجب مواجهته، وأكد أن الأحداث هناك تؤثر على جميع دول غرب أفريقيا سلباً.
وفي نفس الوقت، وصل وفد من “إيكواس” إلى النيجر لعقد مفاوضات مع قادة الانقلاب. وشدد مفوض المجموعة للشؤون السياسية والسلام والأمن عبد الفتاح موسى على أن التدخل العسكري في النيجر سيكون الخيار الأخير المطروح.
وكانت “إيكواس” قد أكدت في قمة طارئة بأبوجا استعدادها لفرض عودة الرئيس المعزول إلى السلطة حتى لو اقتضى ذلك تدخلاً عسكريًا، ومنحت الانقلابيين مهلة أسبوع للعودة إلى ثكناتهم. الهدف هو استعادة النظام الديمقراطي في البلاد واحترام إرادة الشعب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتحديد الحكومة المنتخبة شرعيًا.
رفض التدخل الأجنبي
دولياً، أعربت الخارجية الروسية في تصريح أمس عن رفضها للتهديد باللجوء إلى القوة في النيجر لمواجهة منفذي الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي. وأكدت أن هذا التهديد لن يسهم في تسوية الصراع الحاصل هناك، وأدعت إلى عقد حوار وطني لضمان احترام السيادة وسيادة القانون في البلاد.
بدوره، أشار وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، إلى ضرورة استبعاد أي تدخل عسكري غربي في النيجر، لأنه قد يكون عبارة عن استعمار جديد للبلاد.
وعبرت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عن خشيتها من المغبة في التدخل الخارجي في شؤون النيجر، وحثت على تجنب أي محاولات لجر البلاد إلى حالة من الفوضى. كما أكدت أن التدخل سيزيد من خطورة الأزمة وسيعرض أمن النيجر والدول المجاورة له للخطر.
ويجدر بالذكر أن الجزائر قد حذرت بدورها من أي تدخل عسكري خارجي في النيجر، وتمثل هذه المواقف نفس الموقف الذي أعربت عنه ثلاث دول أفريقية أخرى هي مالي وبوركينا فاسو وغينيا، والتي شهدت انقلابات عسكرية وتحكمها حكومات عسكرية.