تقليد الديوان الحربي العربي: عشائر العكيدات تستحضره لمواجهة انتهاكات “قسد”
في منطقة دير الزور، تواجه قبائل المنطقة تحديًا جديدًا في ريفها الشرقي، حيث اتهمت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بارتكاب انتهاكات ضد أبنائها. هذا الاتهام دفع مشيخة قبيلة العكيدات إلى إنشاء “ديوان الحرب” لقبائل وادي الفرات لمواجهة تلك الانتهاكات.
تتهم العشائر في تلك المنطقة “قسد” بارتكاب انتهاكات، وتصاعدت هذه الاتهامات خصوصًا بعد اعتقال أحمد الخبيل، قائد مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت قيادة “قسد”. وقد تمت توجيه الاتهامات بالانتهاكات أيضًا إلى أعضاء آخرين من المجلس وأفراد أسرهم، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين في اشتباكات.
نتيجة لهذا، أعلنت القبائل “حالة الحرب” للمحاولة لوقف هذه الانتهاكات. دعا شيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، إلى تشكيل “ديوان الحرب”. سرعان ما قامت العديد من القبائل والعشائر، مثل الشعيطات والبكير والبوحسن والحسون والبوسرايا، وغيرها من عشائر العكيدات، بالاستجابة لدعوته والانضمام إلى هذا “الديوان”. كما أعربت بعض القبائل أيضًا عن دعمها لهذه المبادرة من خلال إصدار بيانات تؤكد انضمامها لهذا الديوان وإرسال ممثلين لتقديم الدعم المطلوب.
تمدد المعارك
بعض القبائل التي تبعد عن مناطق الاشتباكات في دير الزور قامت بفتح جبهات معارك أخرى، مما شمل ريفي حلب والحسكة، وكذلك تل أبيض في ريف الرقة. في هذه المناطق، اشتبك أفراد من بعض تلك العشائر مع القوات الكردية في محاولة لتخفيف الضغط على ريف دير الزور.
“ديوان الحرب” يحمل رمزية كبيرة بين القبائل والعشائر، حيث يعبّر عن شجاعة مقاتليهم وتكاتفهم كقبيلة واحدة تربطهم مصير مشترك. في تقاليد العشائر العربية في منطقة وادي الفرات، يتشكل “ديوان الحرب” في حالة عدم وجود سلطة تسيطر على المنطقة، وعند وقوع هجوم خارجي على القبيلة.
هذا الديوان يتخذ إجراءات تنسيق وإدارة للمعارك مستقلة عن المناطق السكنية، ويعكس هذا النهج استقلاليته. يؤكد أحد وجهاء قبيلة العكيدات من فخذ البوعز الدين أن “ديوان الحرب” هو تقليد قديم يُنشأ في حالة وجود تهديد حقيقي أو إعلان حرب على القبيلة، ويشكل بيت شَعر خاص للحرب.
أبو عمار، الذي اكتفى بذكر كنيته بسبب الاشتباكات الجارية هناك، أوضح أن بناء “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بريف دير الزور جاء استجابة لطلب الشيخ إبراهيم الهفل، الذي دعا إلى تجميع جميع القبائل. يعتبر وجود ممثلين أو أفراد من القبائل تأكيدًا على الموافقة على الحرب.
وأضاف أبو عمار، وهو أحد أعيان قبيلة العكيدات، أن رغبة الشيخ الهفل في البداية كانت عدم التدخل، نظرًا لأن القتال كان داخليًا بين قوات سوريا الديمقراطية. ولكن الموقف تغير بعد هجوم “قسد” على المدنيين وانتهاك حقوقهم.
معارك مستمرة
تلقى إعلان حالة الحرب من قبل العشائر استجابة سريعة من قبل القوات الكردية التابعة لـ “قسد”، حيث تم إرسال نحو 15 ألف مقاتل للسيطرة على قرى الشحيل والحوايج وذيبان. من بين هؤلاء المقاتلين، يشمل العديد منهم مقاتلين أجانب يُطلق عليهم “قوات النخبة” وفقًا لتصريحات الصحفي وسام محمد.
وأوضح وسام محمد في حديثه للجزيرة نت أن “قسد” استخدمت مسيّرات وأسلحة متطورة، مما سيكون له تأثير كبير على تطور المعارك في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يتهم أفراد القبائل العربية قوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع قوات الأسد في إرسال مجموعات عبر نهر الفرات لتخريب مصافي المياه والمواقع الخدمية. ووفقًا لتصريح الشيخ سعود الفيصل النجرس، أحد شيوخ قبيلة العكيدات، فإن تنسيق النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية سيؤثر بشكل سلبي على مسار المعارك. وأضاف أن تخاذل بعض القبائل في المحافظات الأخرى عن المشاركة في القتال ضد قوات سوريا الديمقراطية سيكون له تأثير سلبي آخر على تطور المعارك في ريف دير الزور.