بفضل تبرعات نقدية وعينية وقراءة “الفاتحة”، أصبحت مباراة المغرب الودية حفلاً تضامنياً لدعم ضحايا الزلزال
في ملعب بولارت في لنس بفرنسا، شهدت مباراة ودية بين المنتخب المغربي ونظيره البوركينابي لحظات مؤثرة وتعبيرًا عن التضامن. حيث انتشرت أجواء من التصفيق الحار والدقيقة الصامتة، وشهدنا تلاوة سورة “الفاتحة” على الشاشة الكبيرة.
تجسدت هذه اللحظات في أعقاب فوز المنتخب المغربي بهدف نظيف في المباراة، حيث استخدمت الجماهير المغربية الموجودة في المدرجات الألوان الوطنية للتعبير عن مشاعرهم. وقد سجَّل لاعب وسط مرسيليا الفرنسي عز الدين أوناحي الهدف الوحيد في الدقيقة الـ36.
وأعرب منعم بنيس، البالغ من العمر 39 عامًا، عن هذه اللحظات قائلاً: “إنها تجمعنا وتعبِّر عن تضامننا في نفس الوقت”. وأضاف صديقه بابتسامة: “كنا نلعب على أرضنا”، مشيرًا إلى وفرة المشجعين المغاربة في الملعب.
وزادت لافتات التضامن والوحدة في الملعب، حيث تميز اللون الأحمر وسط الجماهير، وكانت إحدى اللافتات تحمل عبارة: “المغرب كله، جميعنا متحدون، تحية للضحايا”.
تلقى اللاعبون المغاربة استقبالًا حارًا عند دخولهم أرضية الملعب، وتلا ذلك وقوف جميع المشجعين احترامًا للنشيد الوطني المغربي، وتمت الاحتفالات بدقيقة صمت تخللها تلاوة سورة الفاتحة احترامًا وترحمًا على ضحايا الزلزال.
مساعدة إخواننا
قبل المباراة الأولى لـ “أسود الأطلس” منذ وقوع الزلزال، شهد الملعب توافد المشجعين والمقيمين لجمع التبرعات الخاصة بضحايا الزلزال.
تضمنت هذه التبرعات ملابس وأغطية وضمادات وأدوية، وتم نقلها في شاحنة برية إلى إسبانيا، ثم من ثم إلى المغرب عبر الباخرة.
وعبّر سعيد السعيدي، الذي ارتدى قميص المنتخب المغربي ويبلغ من العمر 40 عامًا، عن امتنانه قائلاً: “شكراً لفرنسا التي تظل دائماً إلى جانب المغاربة، سواء في الاحتفالات أو في الأوقات الصعبة”.
وأضاف بصوت متأثر: “نحن نرغب في مساعدة إخواننا ونشاركهم كل ما نملك. أتمنى أن أكون هناك، وأن يكون والدي هناك، وأشكر الله أنهما على قيد الحياة، ولكن ما حدث يسبب لي الألم”.
وبحسب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ستتم إيداع عائدات المباراة التي حضرها أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج في “الصندوق الخاص بالمساهمات التضامنية التطوعية لمعالجة آثار الزلزال الذي ضرب المملكة”.
إن هذه اللحظة، التي كان من المفترض أن تكون احتفالية، تحولت إلى فعل تضامني، حسبما ألمح إبراهيم كوجان، نائب رئيس بلدية أفيون وأحد المسؤولين الذين شاركوا في تنظيم جمع التبرعات بالتعاون مع بعض الجمعيات.
بالإضافة إلى التبرعات العينية، تم جمع الأموال من خلال وضع صناديق للتبرع عند مداخل الملعب، وكانت تحمل أوراق نقدية كبيرة.