اللقاء الأذري الأرميني تحت إشراف أوروبي واستمرار التهجير من قرة باغ
الاتحاد الأوروبي يستضيف اليوم الثلاثاء في بروكسل محادثات مع حكمت حاجييف، مستشار الرئيس الأذربيجاني وأمين مجلس الأمن في أرمينيا، بهدف مناقشة التطورات الحالية في إقليم ناغورني قره باغ. يأتي هذا في الوقت الذي يشهد فيه تواصل تدفق السكان الأرمن نحو الأراضي الأرمينية.
ووفقًا لوكالة الأنباء الأرمينية (أرمينبرس)، سيشارك في هذا الاجتماع، إلى جانب حاجييف وغريغوريان، مستشارو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
يتمحور هذا الاجتماع في بروكسل حول الترتيبات المتعلقة باللقاء المقبل بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والذي من المقرر عقده في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول في مدينة غرناطة الإسبانية.
يذكر أن بروكسل كانت قد شهدت لقاءً ثلاثيًا في 14 مايو/أيار الماضي جمع بين الرئيسين علييف وباشينيان ورئيس المجلس الأوروبي ميشيل. وفي الأول من يونيو/حزيران، تم عقد اجتماع خماسي شارك فيه أيضًا الرؤساء ماكرون وشولتز، وذلك على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا.
جهود دبلوماسية
في سياق التطورات في إقليم ناغورني قره باغ، شهدت جهود دبلوماسية هامة حيث التقت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، سامنثا باور، برئيس الوزراء الأرميني في العاصمة يريفان. أكدت باور على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار في قره باغ وإتاحة فرصة للسكان لمغادرة الإقليم إذا كانوا يرغبون في ذلك.
وأعلنت باور عزمها للقاء النازحين من إقليم قره باغ الذين تعرضوا لأزمة إنسانية خطيرة جراء التوترات.
وفي السياق نفسه، وصل وفد أميركي على مستوى عالي إلى يريفان في اليوم السابق لمناقشة التطورات في إقليم قره باغ. الوفد يضم، بجانب باور، يوري كيم نائب وزير الخارجية الأميركي.
وقد نقل الوفد الأميركي رسالة من الرئيس جو بايدن إلى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أكد فيها دعم الولايات المتحدة لجهود أرمينيا للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها. وأكد على استمرار التعاون مع يريفان في مجالات الأمن والطاقة والشؤون الإنسانية.
باشينيان شدد على أن مسار التطهير العرقي للأرمن في قره باغ يستمر بشكل مأساوي، وأشار إلى أن بلاده قامت بالجهود الكاملة لمنع تصاعد التوترات، ولكنها لم تجد استجابة إيجابية.
رئيس الوزراء الأرميني أكد أيضًا على ضرورة اتخاذ خطوات واضحة لمنع تصاعد الوضع بشكل أكبر.
مواقف وجهود
في سياق التصريحات الأميركية، أكدت الولايات المتحدة أن روسيا أظهرت عدم الاعتمادية كشريك أمني بناءً على توريطها أرمينيا في الفشل في منع تقدم القوات الأذربيجانية في ناغورني قره باغ.
أبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحفيين رأيًا يفيد بأن روسيا لم تكن قابلة للإعتماد عليها كشريك في مسائل الأمن.
وكان رئيس الوزراء الأرميني، قبل يومين، قد انتقد موسكو بسبب رفضها التدخل في النزاع الذي أدى إلى انتهاء المعارك بموافقة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا على تسليم أسلحتهم.
على الجانب الآخر، أعلن الكرملين رفضه لما اعتبرها محاولة لإلقاء مسؤولية الأوضاع في ناغورني قره باغ على موسكو وقوات حفظ السلام الروسية.
وأكد الكرملين أنه ليس من الوقت المناسب حاليًا للنقاش حول مدى استمرار تواجد قوات حفظ السلام الروسية في ناغورني قره باغ. وأشار إلى رفض روسيا محاولات الدول التي ليس لديها صلاحيات الوساطة في المنطقة لفرض وجودها هناك.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أيضًا أن تصريحات رئيس الوزراء الأرميني بشأن الاستقلال تضمنت تصريحات غير مقبولة بشأن روسيا، وأنها ترى فيها محاولة من باشينيان لتفادي مسؤوليته عن الأخطاء في سياساته الداخلية والخارجية ورمي اللوم على موسكو.
دعم ونزوح
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أذربيجان، حيث أكد أن العلاقات بين بلاده وباكو تشهد أعلى مستوياتها، وأشاد بالنجاح الذي حققته السلطات الأذربيجانية في عمليتها ضد ما وصفه بالإرهاب في قره باغ دون وقوع أضرار بين المدنيين. وأوضح أردوغان أن انتصار أذربيجان في قره باغ يمكن أن يسهم في تعزيز فرص التطبيع في المنطقة، ودعا أرمينيا إلى استغلال هذه الفرصة لتحقيق الاستقرار والسلام.
أما الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، فأكد أن بلاده نجحت في إنهاء عملية أمنية ناجحة في إقليم قره باغ وأنها حققت الأمان الكامل على حدودها.
تأتي هذه الزيارة في سياق استمرار تدفق الأرمن من إقليم قره باغ نحو الأراضي الأرمينية بعد الاتفاق الأخير مع السلطات الأذربيجانية. وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين عبروا ممر لاتشين إلى أرمينيا إلى حوالي 7,000 في غضون 24 ساعة، ومن المتوقع استمرار تدفق الآلاف في الأيام القادمة. في هذا الوقت، تتهم أرمنيا قره باغ وحكومة يريفان السلطات الأذربيجانية بتنفيذ سياسة تطهير عرقي.