هشاشة العظام عند الأطفال والكبارالأعراض والمظاهر
هشاشة العظام هي حالة طبية تؤثر على كثافة وقوة العظام، مما يجعلها أكثر هشاشة وسهولةً في الكسر. يحدث ذلك عندما يتم فقدان الكثافة المعدنية في العظام بشكل تدريجي، مما يجعلها ضعيفة وهشة. الأمراض المزمنة مثل هشاشة العظام تمثل تحديًا كبيرًا للصحة لأنها غالبًا ما تكون “صامتة”، مما يعني أن الشخص المصاب قد لا يشعر بوجود المرض لأنه قد لا تظهر أعراض واضحة.
تزيد هشاشة العظام من خطر حدوث الكسور، وخاصة في العظام الهشة مثل الورك والعمود الفقري والكسور في الكسر. عادةً ما يتم تشخيص هشاشة العظام من خلال اختبارات مثل فحص كثافة العظام بواسطة الأشعة السينية، والتي تقيم كمية المعادن الموجودة في العظام.
من الهام جداً مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات المناسبة إذا كنت تشك في أنك معرض لهشاشة العظام، خاصة إذا كان لديك عوامل خطر مثل العمر المتقدم، وقلة التمارين البدنية، ونقص في الكالسيوم وفيتامين D في الجسم، وتاريخ عائلي لهشاشة العظام. تشمل العلاجات المحتملة لهشاشة العظام تغييرات في نمط الحياة، والأدوية المعينة، وبرامج التمارين البدنية الخاصة.
من يصاب بهشاشة العظام؟
هشاشة العظام تمثل مشكلة تؤثر على الجنسين ومختلف الأعمار والأعراق. يمكن أن تظهر هشاشة العظام في أي عمر، على الرغم من أن خطر الإصابة به يزداد مع تقدم العمر. وفيما يتعلق بالنساء، يمكن أن يبدأ تطور المرض قبل عامين أو أكثر من حدوث انقطاع الطمث.
على الرغم من أن هشاشة العظام تشمل الرجال أيضًا، إلا أن النساء يصابن بها بشكل أكثر شيوعًا. وهذا يجعل بعض الرجال يعتقدون أنهم غير عرضة للإصابة بهذا المرض. ومع ذلك، يجد كبار السن من الرجال والنساء أنفسهم عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام.
أعراض هشاشة العظام
الأعراض المرتبطة بهشاشة العظام تتضمن غالباً آلامًا حادة، فقدانًا في الطول، أو انحناءًا. تكون الكسور في العظام المصابة بالهشاشة العظام ممكنة بسهولة شديدة نتيجة للأسباب التالية:
- السقوط البسيط، والذي لا يسبب عادةً كسورًا في العظام الأصح.
- الضغوط الطبيعية مثل الانحناء، أو محاولة الرفع، أو حتى السعال.
كسور هشاشة العظام
يمكن أن تحدث كسور هشاشة العظام في أي جزء من الجسم، ولكن غالباً ما تحدث في المناطق التالية بشكل أكثر شيوعًا:
- عظام الورك.
- الفقرات في العمود الفقري.
- الرسغ.
ما السبب الرئيسي في هشاشة العظام؟
هشاشة العظام تحدث عندما يتم فقدان الأنسجة العظمية القديمة بمعدل أسرع من تكوين أنسجة عظمية جديدة، مما ينجم عن فقدان الكثافة العظمية وضعف العظام.
هناك عوامل مختلفة تزيد من خطر الإصابة بالهشاشة العظمية، بما في ذلك العوامل التي لا يمكن تغييرها والتي يمكن تغييرها.
من بين هذه العوامل:
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة العظمية. ومع ذلك، يزداد خطر الإصابة بها لدى الرجال بعد سن السبعين.
- العمر: كلما تقدمت في العمر، زادت احتمالية ضعف العظام.
- مقاس الجسم: الأشخاص النحيفون وذوو العظام الرقيقة أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة العظمية.
- تاريخ العائلة: إذا كان لدى والديك تاريخ من الإصابة بالهشاشة العظمية أو الكسور في الورك، قد تزيد فرص إصابتك بهذا المرض.
- التغيرات في الهرمونات: انخفاض مستويات بعض الهرمونات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالهشاشة العظمية.
- التغذية: نظام غذائي منخفض في الكالسيوم وفيتامين “د” يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالهشاشة العظمية والكسور. على الجانب الآخر، اتباع نمط غذائي غير متوازن يمكن أن يزيد من خطر فقدان العظام وهشاشتها.
- الأدوية: استخدام بعض الأدوية على المدى الطويل يمكن أن يزيد من خطر فقدان العظام وهشاشتها، مثل الغلايكورتيكويدات.
- نمط الحياة: يلعب نمط الحياة دورًا هامًا في الحفاظ على قوة العظام. عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كافٍ والنشاط المحدود لفترات طويلة، وشرب الكحول، والتدخين، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالهشاشة العظمية.
كيف يتم تشخيص هشاشة العظام؟
الاختبار الأكثر شيوعًا المُستخدم لقياس كثافة المعادن في العظام ولتشخيص هشاشة العظام يُعرف باسم قياس امتصاص الأشعة السينية المركزي المزدوج الطاقة، ويُختصر بـ (DXA أو DEXA). يعتمد هذا الاختبار على استخدام كمية صغيرة من الأشعة السينية لقياس محتوى الكالسيوم والمعادن الأخرى في منطقة محددة من هيكل عظامك.
علاج هشاشة العظام
أهداف علاج هشاشة العظام تتضمن بطء أو توقف فقدان الكثافة العظمية والوقاية من كسور العظام. يمكن للطبيب أن يوصي بالإجراءات التالية:
- نظام غذائي صحي: تناول غذاء غني بالكالسيوم وفيتامين “د” يمكن أن يكون مفيدًا لتعزيز صحة العظام.
- ممارسة الرياضة: ممارسة التمارين البدنية بانتظام، بما في ذلك التمارين المحمولة والتحملية، يمكن أن تعزز قوة العظام وتحسن كثافتها.
- تجنب التدخين: التدخين يمكن أن يساهم في فقدان الكثافة العظمية، لذا يُفضل التوقف عنه.
- العمل على منع السقوط: تحسين التوازن والقوة العضلية يمكن أن يقلل من احتمالية السقوط وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بكسور.
- تناول الأدوية: في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب استخدام أدوية تعزز كثافة العظام أو تقلل من فقدانها.
إذا كنت تعاني من هشاشة العظام بسبب حالة طبية أخرى، فإن التعاون مع طبيبك لعلاج السبب الأساسي لهذه الحالة يمكن أن يكون ضروريًا.
التغذية وهشاشة العظام
جزء أساسي من علاج هشاشة العظام يتعلق بتناول نظام غذائي صحي ومتوازن. يتضمن هذا النظام:
- تضمين الكثير من الفواكه والخضروات في وجباتك اليومية.
- ضبط كمية السعرات الحرارية بناءً على عمرك، طولك، ووزنك الحالي. يجب أن تستشير طبيبك لتحديد الكمية المناسبة من السعرات الحرارية التي تحتاجها يومياً للحفاظ على وزن صحي.
- اختيار الأطعمة والسوائل الغنية بالكالسيوم وفيتامين “د” والبروتين. هذه الأطعمة تشمل:
- منتجات الألبان قليلة الدسم.
- الخضار الورقية الخضراء الداكنة مثل الملفوف الصيني، والكرنب، واللفت، والبروكلي.
- الأسماك الدهنية مثل السردين والسلمون والذي تحتوي على الكالسيوم.
- الأطعمة المدعمة بالكالسيوم مثل حليب الصويا والتوفو وعصير البرتقال والحبوب والخبز.
فيتامين “د” يلعب دورًا هامًا في عملية امتصاص الكالسيوم في الجسم، وبعض الأطعمة تحتوي بشكل طبيعي على فيتامين “د” مثل الأسماك الدهنية وزيوت السمك وصفار البيض والكبد. بالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز بعض المنتجات بفيتامين “د” مثل الحليب والحبوب.
باختصار، تغذية صحية تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من هشاشة العظام والحفاظ على قوة العظام، ويجب تضمين الكالسيوم وفيتامين “د” في نظامك الغذائي لتعزيز صحة العظام.
الرياضة وهشاشة العظام
التمارين الرياضية تشكل جزءًا حاسمًا من برنامج علاج هشاشة العظام. خلال مرحلة الطفولة والبلوغ، يمكن أن تلعب التمارين دورًا مهمًا في تعزيز قوة العظام، وتشمل هذه التمارين المشي، والرقص، ورفع الأثقال.
بالنسبة لكبار السن، فإن ممارسة التمارين بانتظام تساهم في الحفاظ على قوة العضلات، وتحسين التنسيق والتوازن، وهذا يساعد في تقليل فرصة السقوط والإصابات المتعلقة به.
هشاشة العظام عند الأطفال
هشاشة العظام ليست شائعة بين الأطفال والمراهقين، وعادة ما تكون حالات الشباب المصابين بهذه الحالة نادرة والأعداد الدقيقة غير معروفة. في أغلب الحالات، يكون سبب هشاشة العظام عند الأطفال مرتبطًا بمرض معين أو حالة طبية أخرى، أو يمكن أن يكون ناتجًا عن الأدوية التي يتناولها الطفل.
منذ الولادة وحتى سنوات العشرين، يتمتع معظم الأفراد بتطور مستدام لكتلة العظام حيث تزداد قوة وكثافة العظام. وكلما زادت هذه الكتلة العظمية في الشباب، كلما انخفضت فرصة الإصابة بمشاكل هشاشة العظام في مراحل لاحقة من الحياة.
أعراض هشاشة العظام عند الأطفال
هشاشة العظام ليست شائعة بين الأطفال، ولكنها قد تتطور خلال سنوات بناء العظام الرئيسية للطفل وتؤثر على نموه وتطوره. يمكن أن تسبب هشاشة العظام في:
- فقدان الطول أو تأخر النمو: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي هشاشة العظام إلى فقدان الطول أو تأخر نمو الطفل بسبب ضعف العظام.
- زيادة خطر الإصابة بالكسور: الأطفال الذين يعانون من هشاشة العظام قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام نتيجة لضعف الهيكل العظمي.
على الرغم من ندرة حالات هشاشة العظام لدى الأطفال، إلا أنه في الحالات التي يشتبه في وجودها، يجب استشارة طبيب الأطفال أو طبيب متخصص في أمراض العظام لتقييم الحالة واتخاذ التدابير اللازمة للعلاج والوقاية.
ما الذي يسبب هشاشة العظام عند الأطفال؟
عادةً ما تكون هشاشة العظام لدى الشباب ناتجة عن حالة طبية كامنة، أو استخدام أدوية لعلاج مرض معين، أو سلوكيات معينة تتعلق بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة.
بعض الأمراض التي يمكن أن تؤثر على كتلة العظام وتزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الأطفال تشمل:
- مرض الاضطرابات الهضمية.
- الشلل الدماغي.
- التليف الكيسي.
- اضطرابات الأكل.
- التهاب المفاصل الرثياني الشبابي.
- المرض الكلوي.
بعض الأدوية التي يمكن أن تؤثر على كتلة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام تشمل:
- الأدوية المضادة للاختلاج (التي تُستخدم لمنع أو علاج النوبات).
- الكورتيكوستيرويدات.
- السيكلوسبورين.
- الأدوية التي تثبط جهاز المناعة.
بالإضافة إلى ذلك، بعض السلوكيات يمكن أن تؤثر على كثافة المعادن في العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الأطفال، مثل:
- عدم ممارسة النشاط البدني لفترة طويلة بسبب إصابة أو مرض آخر، مثل الشلل الدماغي.
- تناول نظام غذائي غير صحي، خاصة إذا كان فقيرًا بالكالسيوم وفيتامين “د”.
- ممارسة الرياضة بشكل مفرط، خاصة إذا أدت إلى توقف الدورة الشهرية لدى الفتاة المراهقة.
من المهم التعرف على هذه العوامل والتعامل معها بشكل مناسب للحفاظ على صحة العظام لدى الشباب.
علاج هشاشة العظام عند الأطفال
في حالة وجود هشاشة العظام لدى الأطفال، من المهم التعرف على الأسباب المعروفة وعلاجها بشكل جاد. إذا كان طفلك يتناول دواء يمكن أن يؤثر على كتلة العظام، فإن الطبيب يمكن أن يحدد أقل جرعة فعّالة للدواء للسيطرة على المرض وفي الوقت نفسه تقليل تأثيره على صحة العظام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لطفلك الاستفادة من نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د (أو من الممكن أن تُستخدم المكملات الغذائية) ومن ممارسة النشاط البدني.
في بعض الحالات، يمكن أن يتم استخدام الأدوية التي تمت الموافقة عليها من قبل “إدارة الغذاء والدواء الأميركية” (FDA) لعلاج هشاشة العظام لدى البالغين لعلاج هشاشة العظام لدى الأطفال. يمكن أن يوصي الأطباء بهذه الأدوية للأطفال الذين قد يعانون من كسور في الفقرات متعددة وألم شديد في العظام.
التشخيص والعلاج في حالات هشاشة العظام للأطفال يجب أن يكون تحت إشراف طبي مختص في أمراض العظام لضمان تقديم الرعاية المناسبة والعلاج الملائم لحالة الطفل.
كيف تتغير كتلة العظام مع تقدم العمر؟
العظم هو نسيج حي يتجدد باستمرار، حيث يحدث تكسير للعظام القديمة وتكوين عظام جديدة في مكانها (عملية إعادة البناء). تحدث هذه العملية في معظم العظام تقريبًا للبالغين كل 10 سنوات. تحدث فقدان كتلة العظام عندما يتم تفاقم الانحراف بين تكسير العظام وتكوينها، حيث يتم تكسير المزيد من العظام مما يتم تكوينه. وهذا الانحراف يحدث بشكل طبيعي مع التقدم في العمر وفي حالات أخرى أيضًا.
يتم اكتساب كتلة العظام أثناء مرحلة النمو وعادة ما تصل إلى أقصى مستوى لها في منتصف العشرينيات من العمر. يكون ذروة الكتلة العظمية أعلى عادة لدى الرجال أكثر من النساء. على الرغم من أن الرجال والنساء يفقدون كتلة العظام مع تقدم العمر، إلا أن فقدان العظام عادة ما يكون أبطأ عند الرجال مقارنة بالنساء. يعود ذلك جزئيًا إلى انخفاض مستويات هرمون الأستروجين الذي يحدث للنساء بعد انقطاع الطمث.
هل تؤدي هشاشة العظام إلى الكسور عند الرجال؟
إن انخفاض كثافة العظام وضعفها يعتبران عوامل خطر رئيسيتين للإصابة بالكسور لدى الرجال والنساء على حد سواء، وتزداد حالات الكسور بشكل أكبر مع تقدم العمر. ومع ذلك، تكون زيادة حالات الكسور المرتبطة بعملية هشاشة العظام تأتي في وقت لاحق لدى الرجال مقارنة بالنساء. يعود ذلك جزئيًا إلى أن الرجال يكون لديهم كتلة عظمية أعلى في البداية، وبالتالي يكون فقدان العظام أبطأ بشكل طبيعي لديهم.
يظهر الرجال الأكبر سنًا أقل عددًا من الكسور نتيجة هشاشة العظام مقارنة بالنساء. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن الرجال الذين يعانون من كسور كبيرة مثل كسر الورك يكونون أكثر عرضة للمضاعفات والوفاة نتيجة لهذه الكسور مقارنة بالنساء.
ما عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الرجال؟
لدى الرجال بعض عوامل الخطر المشتركة مع النساء فيما يتعلق بالإصابة بمرض هشاشة العظام، وتشمل هذه العوامل:
- الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يمكن أن تزيد هذه الحالات من خطر هشاشة العظام.
- الاستخدام المنتظم لبعض الأدوية: مثل الغلايكورتيكويدات، وهي مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تزيد من خطر فقدان العظام.
- الأمراض التي تؤثر على الوظيفة العصبية: مثل مرض باركنسون وحالات أخرى قد تؤثر على القدرة على الحركة والنشاط البدني.
- انخفاض مستويات الهرمونات الجنسية: مثل انخفاض مستويات التستوستيرون لدى الرجال والأستروجين لدى النساء، وهو عامل يمكن أن يسهم في فقدان العظام.
- العادات غير الصحية: مثل التدخين، حيث يعتبر التدخين عاملًا يزيد من خطر هشاشة العظام.
- ضعف العضلات: العضلات القوية تمثل دعمًا للعظام، وعدم الاعتناء بصحة العضلات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بكسور العظام.
- العمر: يصبح الرجل أكثر عرضة لمخاطر هشاشة العظام بعد سن الـ 70 عامًا أو عندما يتقدم في العمر.
مهما كان العامل المساهم في هشاشة العظام، فإن الوعي بالعوامل المحتملة واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في الوقاية من هذا المرض.