الأخبار العالمية

تصاعد عدد القتلى في هجوم الكلية العسكرية بحمص مع تصاعد القصف الانتقامي في إدلب وحلب

تصاعد عدد القتلى في هجوم الكلية العسكرية بحمص مع تصاعد القصف الانتقامي في إدلب وحلب

أعلنت وزارة الصحة السورية إحصائية جديدة بشأن ضحايا الهجوم بالمسيرات الذي وقع أمس الخميس في مدينة حمص واستهدف الكلية الحربية وسط البلاد. حتى صباح اليوم، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي يُعتبر أكبر هجوم على قوات النظام السوري منذ سنوات.

وذكرت وكالة سانا الرسمية أن وزارة الصحة أعلنت ارتفاع عدد القتلى الناجمين عن هذا “الاعتداء الإرهابي” إلى 89 شخصًا، من بينهم 31 امرأة و5 أطفال، وسُجّلت 277 إصابة. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة وصفت هذه الإحصائية بأنها “غير نهائية”، مما يشير إلى احتمال ارتفاع أعداد الضحايا الذين تم تشييع بعضهم يوم الجمعة.

كانت مصادر حقوقية سورية قد أشارت في وقت سابق إلى وفاة أكثر من 120 شخصًا جراء هذا الهجوم، قبل أن تُعلن وزارة الصحة عن الإحصائية الجديدة بعدما أبلغت عن وفاة 81 شخصًا وإصابة 240 آخرين.

الهجوم نفذته طائرات مسيرة في باحة الكلية الحربية في حمص، أثناء حفل تخريج ضباط الكلية، وكان بين الضحايا عدد كبير من أهالي الضباط. تسبب الهجوم في حالة من الرعب والفوضى، حيث سُجّلت لحظات من الاستهداف تظهر في مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سقط العديد من الأشخاص قتلى وجرحى على الأرض.

ذكرت وكالة رويترز أن وزير الدفاع السوري، علي عباس، كان حاضرًا في حفل التخرج الذي أُقيم في الكلية الحربية، ولكنه غادر الحفل قبل دقائق من وقوع الهجوم.

وحتى اللحظة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وفي الوقت نفسه، اتهم الجيش السوري في بيان صادر يوم الخميس “تنظيمات إرهابية مسلحة معروفة تتلقى دعمًا من أطراف دولية” بالوقوف وراء الاستهداف باستخدام طائرات مسيرة تحمل متفجرات. وأكد الجيش أنه سيتخذ إجراءات حازمة ضد هذه التنظيمات الإرهابية أينما وجدت.

وفي خطوة نادرة منذ بداية النزاع في عام 2011، أعلنت الحكومة السورية الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام اعتبارًا من يوم الجمعة، احترامًا لأرواح ضحايا الهجوم على الكلية الحربية. ودعت وزارة الأوقاف جميع المساجد في البلاد إلى أداء صلاة الغائب تكريمًا لأرواح الضحايا.

هجمات انتقامية

بعد هجوم الكلية الحربية في حمص، شرعت قوات النظام في قصف مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب البلاد) وريف حلب الغربي المجاور منذ يوم الخميس.

وأفاد الدفاع المدني السوري، الذي يتبع للمعارضة، صباح الجمعة بارتفاع عدد ضحايا الهجمات التي شنتها قوات النظام على عدة قرى وبلدات في ريفي حلب وإدلب إلى 13 قتيلاً، بالإضافة إلى العديد من الجرحى منهم نساء وأطفال.

وقبل ذلك، أبلغ الدفاع المدني عن وفاة 5 أشخاص، بينهم طفل وامرأة، وإصابة 38 آخرين، بما في ذلك أطفال ونساء، جراء القصف المدفعي والصاروخي المكثف الذي نفذته قوات النظام على مدن وبلدات ريف إدلب.

وأوضح الدفاع المدني أن القصف استهدف أيضًا قرى وبلدات أخرى في المنطقة مثل النيرب وكفرلاتة ومعارة النعسان ومحمبل وآفس.

في إطار متصل، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع 3 مدنيين قتلى جراء قصف صاروخي نُفِّذه قوات النظام على مدينة دارة عزة غرب حلب.

وعبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلقه البالغ إزاء الهجوم على الكلية العسكرية في حمص، مشيرًا في الوقت نفسه إلى قلقه من القصف الانتقامي الذي نُفِّذه القوات الموالية للحكومة على مواقع متعددة في شمال غرب سوريا.

قلق أممي

في سياق ذي صلة، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، عن قلقه العميق إزاء التصاعد العنيف للعنف في سوريا والهجوم الذي استهدف حفل تخرج في الأكاديمية العسكرية في مدينة حمص.

وأشار بيدرسون إلى أن التقارير التي تتحدث عن تصاعد العنف في مناطق شمال شرق سوريا والضربات التركية، بما في ذلك استهداف البنية التحتية المدنية، تثير قلقًا كبيرًا.

وأكد بيدرسون على أهمية أن تلتزم جميع الأطراف بالالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وأضاف أن المشاهد المروعة التي نشهدها تجعل من الضروري وقف التصعيد والعمل بروح التعاون لمكافحة الجماعات الإرهابية، وذلك وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول 2015، والذي دعا إلى بدء محادثات سلام في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة وقف أي هجمات ضد المدنيين على الفور.

زر الذهاب إلى الأعلى